مقالات دينية

الجزء الرابع من الرقم سبعة في الكتاب المقدس

جريدة الأضواء المصرية

الجزء الرابع من الرقم سبعة في الكتاب المقدس 

سفر العدد، حافل بالرفم سبعة ، حسب اسمه : العدد اي الاحصائي اما عمقه لاهوتي يركز على الرموز في الرقم سبعة 

الذي يُظهر تكوين الشعب وتنظيمه وتقديم القرابين والنذور. مقسّماً الشعب بحسب الأسباط ومنظِّماً حياتهم بحسب شريعة الطهارة والعبادة .

أولًا، في تعداد الاسباط واعداد مواليدهم ، ورد أن عدد سبط دان هو 62,700 (عدد اصحاح 1 اية 39)، وفي (عدد اصحاح 2 اية 31) “وجميع المعدودين لمحلة دان مئة ألف وسبعة وخمسون ألفًا وست مئة”، ويتكرر الرقم 700 و600 حيث كان الترتيب العددي جزءاً من خطة ربما للرحيل والتخييم مستقبلا . الرقم سبعة هنا يخترق الاستعدادات ، وكأن كمال العدد يُهيّئ الشعب روحيًا قبل جسديًا للرحلة في البرية التي استغرقت اربعين عاما.

 < تكرر ورود هذا الرقم مع الموضوع في الاسفار التالية من العهد القديم . (سفر العدد اصحاح 14 اية 34 / سفر التثنية اصحاح2 اية 7 / سفر يشوع اصحاح 5 اية 6 / سفر المزامير : مزمور 95 اية 10 ) المرجع الذكاء الاصطناعي : جيمني >

ثانيًا، في مواليد الكهنة وتعداد الأبكار، ورد في (عدد الاصحاح 3: 43) أن عدد الأبكار الذكور كان 22,273، ويُفصل في (عدد : اصحاح 3 اية 46 ) أن المئتين والثلاثة والسبعين الزائدين على اللاويين فُديوا، وكأن كل زيادة تُستوجب فداءً. فلسفيًا، الكمال العددي هنا لا يُلغى، بل يُكمل بالفعل الطقسي (الفداء)، مما يعكس أن الكمال البشري يظل ناقصًا إلاب إذن الرحمة الإلهية. واللافت أن العدد 273 هو حاصل ضرب 39 × 7، ما يعكس أن حتى هذا التجاوز له إيقاع ضمني متعلّق بالسبعة.

ثالثًا، في النذر وأحكام الطهارة، نجد في (عدد اصحاح 6 اية 9) أن من ينتقض نذره بسبب موت مباغت “يحلق رأسه في اليوم السابع”. اليوم السابع هنا لا يأتي اعتباطًا، بل يعكس حدًّا فاصلًا بين النجاسة والطهارة، بين الفوضى والنظام. إنه لحظة استئناف العهد مع الله. فلسفيًا، اليوم السابع هو لحظة العودة إلى الأصل المقدّس ( و هو في سفر التكوين / اصحاح 2 اية 2 و 3 /و في اليوم السابع استراح الله من جميع اعماله )

رابعًا، في القرابين، وتحديدًا في أصحاح 7، نجد تكرارًا ملفتًا للرقم سبعين، إذ إن كل منضحة فضة كان وزنها سبعين شاقلاً، تتكرر هذه المعادلة في الآيات (13، 19، 25، 31، 37، 43، 49، 55، 61، 67، 73، 79)، وتُختتم في (عدد : اصحاح 7 اية 85) بذكر أن جميع الفضّة كانت “ألفين وأربع مئة شاقلًا”. الرقم 70 هو 7 × 10، أي الكمال الروحي مضروبًا بالكمال الزمني أو الإداري، وكأن كل قبيلة تقدم منضحة كعربون كمال، متساوٍ في الوزن والقدسية .

هذا الجزء من “الرقم سبعة” في سفر العدد يؤسس لمعادلة رمزية ثلاثية: العدد يعبّر عن معنى روحي، لا مجرد كمّ. الرقم سبعة يظهر كقيمة طقسية تربط الطهارة، العبادة، والتعداد. الدقة الإلهية في الأرقام تشير إلى العدالة والرحمة معًا، فكل تجاوز عددي يُردّ بفداء، وكل طقس يُجدَّد في يومه السابع

هذا البحث هو مساهمة في فهم البنية الرمزية للرقم سبعة من اصحاحات من 1 حتى 7 من سفر العدد في الكتاب المقدس .

**

ملفينا توفيق ابومراد 

عضو اتحاد الكتاب اللبنانين 

15/6/2025

المراجع : الكتاب المقدس – الذكاء الاصطناعي :شات جي بي تي /و جيمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى