
الإحتساب والإستسلام لقضاء الله تعاليب
قلم / محمـــد الدكـــرورياليوم : السبت الموافق 4 يناير 2025الحمد لله الكريم الوهاب وهبنا نعمة الإيمان، والأمن في الأوطان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرحيم الرحمن، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان المرسل بالقرآن إلى الثقلين الإنس والجان، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد روى الحافظ أبو نعيم لما توفي ذر بن عمر الهمداني، جاءه أبوه أو جاء أبوه، فوجده قد مات، فوجد أهل بيته يبكون، فقال ما بكم؟ قالوا مات ذر، فقال الحمد لله، والله ما ظلمنا ولا قهرنا ولا ذهب لنا بحق، وما أريد غيرنا بما حصل لذر، ومالنا على الله من مأثم، ثم غسّله وكفّنه، وذهب ليصلي مع المصلين، ثم ذهب به إلي المقبرة، ولما وضعه في القبر قال رحمك الله يا بني، قد كنت بي بارا، وكنت لك راحما، ومالي إليك من وحشة ولا إلى أحد بعد الله فاقة. والله يا ذر ما ذهبت لنا بعز، وما أبقيت علينا من ذل، ولقد شغلني والله الحزن لك عن الحزن عليك، يا ذر والله لولا هول يوم المحشر لتمنيت أني صرت إلى ما إليه صرت، يا ليت شعري ماذا قيل لك وبماذا أجبت؟ ثم يرفع يديه أخري باكيا، اللهم إنك قد وعدتني الثواب إن صبرت، اللهم ما وهبته لي من أجر فإجعله لذر صلة مني، وتجاوز عنه، فأنت أرحم به مني، اللهم إني قد وهبت لذر إساءته فهب له إساءته فأنت أجود مني وأكرم ثم إنصرف ودموعه تقطر على لحيته، وإنصرف وهو يقول يا ذر قد إنصرفنا وتركناك، ولو أقمنا ما نفعناك، وربنا قد إستودعناك، والله يرحمنا وإياك، وكما أن من ثمرات الصبر العظيمه هو أن يعوض الله تعالى الصابرين خيرا، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول. ” ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا آجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيرا منها ” قالت فلما مات أبو سلمة قلت أيّ المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلي الله عليه وسلم” وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله “ما أنعم الله على عبد نعمة فإنتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيرا مما انتزعه” وكما أن من ثمرات الصبر العظيمه هو أن الصبر سبب تكفير السيئات وزيادة الحسنات، فقال بعض السلف لولا المصائب لوردنا الآخرة مفاليس، وكما أن الصبر سبب لهداية القلوب، وزوال قسوتها، وحدوث رقتها، وإنكسارها، فكم من غافل رجع إلى ربه عندما أصيب بمرض ؟ وكم من لاه أقبل على مولاه عندما أصيب بفقد عزيز ويقول الله سبحانه وتعالي ” ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ” وقال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى المسلم ومعنى الآية أن من أصابته مصيبة فعلم أنها من قدر الله فصبر، وإحتسب وإستسلم لقضاء الله تعالي، هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه، ويقينا صادقا، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه خيرا، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك، نبينا محمد الحبيب المصطفي والنبي المجتبى وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضي اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك، وإحسانك وكرمك ولطفك يا أكرم الأكرمين.