
في حب اللغة التي حفظت.. بحفظ الله لقرآنه الكريم ..
تقديــــــــم:
في هذه الدراسة الوافية سنتناول جوانب مختلفة عن اللغة العربية، بما في ذلك تاريخها تطورها خصائصها اللغوية وتوزيعها الجغرافي بالإضافة إلى تأثيراتها الثقافية على باقي اللغات والثقافات .
اللغة العربية هي واحدة من أقدم اللغات في العالم وتُعدّ من أكثر اللغات تحدثاًوانتشاراً.
واللغة العربية هي إحدى ( اللغات الخمسة) العالمية وهذه اللغات الخمس
هي الاكثر انتشاراً في العالم ومن ضمنها اللغة العربية وتتجلى عظمتها .
انها لغة القرأن الكريم . التي قـال فيـها رب العـزة جـل وعلا:
( إنَّا أنزلناهُ قرآناً عربياً لقومٍ يعقلون) صدق الله العظيم.
وهنالك العديد من الآراء والروايات حول أصل اللغـــة العربــية لدى قدامى
اللغويين العرب فيذهب البعض إلى أن يعـرب كان أول من أعـرب في لسانه
وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمـه ورد فـي الحديث الشريف
أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من فتق لسانه بالعربية
المبينة وهو ابن أربع عشرة سنة بينــما نسي لســان أبيه أما البعض الآخر
فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم عليه السلام.
وبما أن القرآن نزل باللغة العربـية فقـد أُطلــق اسم اللغـة عليــه وايضـا تسمى (بلغة الضاد) هـو الإســم الـذي يُطلقه العرب على لغتهم فالـضاد
حرف يختص به العرب ولا يوجـد في كلام العجم إلا في القليل ولذلك ورد فــي شعر لأَبي الطيب المتنبي وهو يقول:
(وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ <**> وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ)
ومن الأهمية بمكان أحبتي الغوالي أن نذكر فـــضل القرآن الكريم على
اللغة العربية ونقول بانه أعاد تنظـيم اللغة وجمــــع شتاتها ثـم وقــف على حروفها كما هو معلــوم من (فواتح سور القرآن الكـريم) ويقـول الله عز وجل:
(وكذلك أوحينا إليك قرءاناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها) سـورة الشـورى
( آية رقم٧ ).
وحيث أن أم القرى ذكرت في كتاب الله الحكيم.. فقد بقيت فيها بقايا من بلاغة اللغة وفصاحة اللـسان وتناثر حولها الكثير من المفردات لقوله تعالى:((قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون)) اي ان كافـة مفردات القرآن
عربية خالصة متوازنة منضبطة في إطار اللغة.
تاريخ اللغة العربية:
تعود جذور اللغة العربية إلى شبه الجزيرة العربية، حيث تطورت من لهجات قديمة كان يتحدث بها العرب في مناطق مختلفة من الجزيرة. وتعتبر اللغة العربية واحدة من اللغات السامية، التي تشمل أيضًا العبرية، والآرامية، وغيرها.
الخطوط القديمة:
مثل الخط العربي الجنوبي القديم الذي كان يُستخدم في اليمن، والخطوط النبطية التي أثرت على الخط العربي الكلاسيكي.
العصر الجاهلي: في هذه الفترة كانت العربية تتكون من لهجات متعددة، ولكن مع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، أصبحت العربية لغة الدين والثقافة على مستوى العالم الإسلامي.
ماهــية اللغـــة العربيــة ..؟؟
اللغة العربية هي أكثر اللغات تحدثاً ضمن مجموعة اللغات السامية وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم يتحدثها أكثر من( ٤٢٢ مليون نسمة ) ويـتوزع متحدثوها في الوطن العربي بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة (كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا)اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.العربية هي أيضاً لغـة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتـــبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصـــور الوسطى. وأثّــــــر انتشار الإسلام وتأسيسه دولاً في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون وأثرت العـربية تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسـلـامي كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردويــة والمالــيزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والـــسواحيلية وبعــض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية كما أنها تُدرَّس بشكل رسمي أو غير رسمـي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.. واللغة العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونـها لغة رسمية في تشاد وإريتريا وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة..
واللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغـــــوية فعلى سبيل المثال يحوي معجم( لسان العرب ) لابن منظـــور أكثر من( ٨٠ ألف مادة) في اللـــــغةوتحتوي اللغة العربية على( ٢٨ ) حرفاً مكــــــتوباً بينما اللغات الاخرى لا تتعدى( ٤٠ الف مادة ) فقط لاغير.
تخيرها الله لتكون لغــة القـــرآن الكريم:
أنزل القرآن الكريم على قلب محمدنا النبي باللغة العربية، فقد أُطلق اسم اللغة عليه.فيقول رب العزة جل وعلا (انا نحن نزلنا الذكر .. وانا له لحافظون)) وبحفظ القران تحفظ اللغة العربية الى يوم يبعثون ..حفظا من الحفيظ.
وأيضأ يطلق عليها لغة الضاد” هو الاسم الذي يُطلقه العرب على لغتهم فالضاد حرف يختص به العرب، ولا يوجد في كلام العجم إلا في القليل.حيث ذهب به إلى أنها للعرب خاصة غير أن الضاد المقصودة هنا ليست الضاد المعروفة والمستخدمة اليوم في دول مثل جمهورية مصر العربيةوالتي هي عبارة عن دال مفخــمة وهي التي لاتُستحسن قراءة القرآن أو الشعر العربي بها أما الضاد العربية القديمة فهي صوتٌ آخر مزيجٌ بين الظاء واللام واندمج هذا الصوت مع (الظاء) في الجزيرة العربية ولأن الظاء هي ذال مفخمة أي أنها حرف ما بين أسناني فقد تحولت بــدورها في الحواضر إلى (دال) مفخمة كتحول الثاء إلى تاء والذال إلى دال وصــارت هذه الدال المفخمة هي الضاد الحديثة. فالدال المفخمة ليست خاصة بالعربية بل هي في الواقع موجودة في لغات كثيرة. وهـــــي ليست الضاد الأصليــــة التي كان يعنيها المتنبي وابن منظور صاحب لسان العرب وغيرهممن علماء اللغة.
.
تصنيــــف اللغــة العربــية:
تنتمي اللغة العربية إلى أسرة اللغات السامية المتفرعة من مجمـــوعة اللغات الإفريقية الآسيوية. وتضم مجموعة اللغات السامية لغات حضــارة الهلال الخصيب القديمة، مثل الأكادية والكنعانية والآرامية واللغة الصيهدية (جنوب الجزيرة العربية) واللغات العربية الشمالية القديمة وبعض لغات القرن الإفريقـــي كالأمهرية. وعلى وجه التحديد يضع اللغويون اللغة العربية في المجموعة السامية الوســــطى من اللغات السامية الغربية.والعربية من أحدث هذه اللغات نشأة وتاريخاً ولكن يعـتقد البعض أنها الأقرب إلى اللغة السامية الأم التي انبثقت منـــــــها اللغات السامية الأخرى وذلك لاحتباس العرب في جزيرة العرب فلم تتعرض لما تعرضت له باقي اللغات السامية من اختلاط.
نشــــــــــأتهـــــا:
هنالك العديد من الآراء حول أصل اللغة العربية لدى قدامى اللغويـين العرب
منها أن اللغة العربية أقدم من العرب أنفسهم فزعموا أنها لغــــة (سيدنا آدم)
في الجنة ولعب التنافس القبلي في عصر الخلافة العباســــية دوراً كبيراً في
نُشوء هذه النظريات، فزعم بعضهم أن يعرب بن قحطان كان أول من تكلم هذه العربية وفريق ذهب أن ( نبي الله إسماعيل ) هو أول من تكلم بها .ومنهم من يرى أنها لغة قريش خاصة ويؤيد هذا الرأي أن أقدم النصوص المتــــوفرة بهذه اللغة هو القرآن والنبي ( محمد صلوات الله عليه ) قُرشـــي وأول دعوته كانت بينهم وهو الرأي الذي أجمع عليه غالب اللغويين العرب القدمــــاء ومنـهم من يرى أنها لهجة عربية تطورت في مملكة ( كندة ) في منتصف القرن السادس الميلادي بسبب إغداق ملـوك تلك المملكة بالمال على الشعراء فأدى لتنافسهم وتوحد لهجة شعرية بينهم وهم أقـــدم من قريش وأيد ذلك العديد من المستشرقين فرجّحوا وجود ما أســــموه باللغة العالية وهي لغة شعرية خاصة بالإضافة للهجات محلية فاعتبروا تلك اللغة لغــــــة رفيعة تظهر مدارك الشاعر وثقافته أمام الملك والرأي القائل أنها لغـــــــة قريش أقوى لأن أقدم النصوص بهذه اللغة هو القرآن فالشعر الجاهلــــــي إن كان جاهليًا حقًا، دُوّن بعد الإسلام ولا يملك الباحثون نسخـة أصلية لمُعلّقـــة أو قصيدة جاهلية ليُحدّد تاريخها بشكل دقيــق.
تقسيم العلماء للغة العربية:
قسّم علماءاللغويات.. اللغة العربية إلى قسمين عربية جنوبية قديمـة وتشـــمل لغة سبئية وقتبانية وحضرمية ومعينية والقسم الآخر هو عربية شمالية قديمة وتشمل الحسائية والصفائيــــــة ولغة ( لحيانية ديدانية وثمودية) .. (لاعلاقة لها بثمود إنما هي تسمية اصطلاحية) والتيمائية كان العـرب الجنوبيون يستعملون الحرف نون كأداة للتعريف ويضعونه آخر الكلمة بينما العرب الشماليون استعملوا الحرف هاء كأداة للتعريف ومايُميّز( العربية الفصحى) عن هــذه اللغـات هو إستعمالها لأداة التعريف “الـــ” أقرب النصوص القديمة لهذه العربيــة هو (نقش النمارة ) ..الذي اُكتُشِف بجبل الدروز وهو نص مؤرخ بتاريخ ٣٢٨مـــيلادية ومكتوب بنوع من الخط النبطي القريب من الخط العربي الحالي.
ما قيل في اللغة العربية السامية:
يقول البعض إن اللغة العربية هي أقرب اللغات إلى (اللغة السامية الأم)
وذلك لأنها احتفظت بعناصر قديمة تعود إلى اللغة السامية الأم أكثر من أي
لغة سامية أخرى. ففيها أصوات ليست موجودة في أيّ من اللغات السامية الأخرى بالإضافة إلى وجود نظام الإعراب والعديد من الصيغ للقواعد اللغوية
الاخرى التي كانت موجودة في اللغة السامية الأم.
هي لغــــة قريــــش:
ويزعم أهل الأخبار أن اللغة العربية هي عربية قريش وأنها لغة الأدب عند الجاهليين مستشهدين بالشعر الجاهلي لإثبات ذلك وزعموا أنه لم يكن من
شاعر إلا وعرض قصيدته على قريش لتقرر سلامتها اللغوية عنه وقد فندت الاكتشافات الأثرية وكتابات المؤرخين المعاصرة لتلك الفترات نظريــــــة تغلب لسان قريش على العرب وأن كعبة مكة كانت محط رحال القبائل بل كتابات الإخباريين واللغويـون.
.
فضل الفتوحات الإسلامية على إنتشار اللغة العربية:
كان للفتوحات الإسلامية بعد وفـــــاة (النبي محمد صلي الله عليه وسلم)
كبير الأثر في نشر اللغة العربية في أصقاع مختلفة خارج شبه الجزيرة العربية فبعد أن اعتنق كثير من( السريان والأقباط والروم والأمـازيغ والآشوريين ) الدين الإسلامي، أصبحوا عربًا باللغة كذلك الأمر لسببين رئيسيين منــها أن اللغــة الجديدة كانت لغة الدين حديث النشأة وهــي لغة مصدر التشريع الأساسي في الإسلام (القرآن، والأحاديث النبوية) ولأن الصــلاة وبعض العبادات أخرى لا تتمإلا بإتقان بعض كلمات من هذه اللغة وأيضًا لتعـــريب دواوين الأمصـار حديثة الفتح في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مــروان وهكذا أصبحت العربية لغة السياسة والإدارة بعد أن نُقلت إليها المصطلحات الفنيّة في الإدارة والحساب. وعلى الرغم من أن كثير من الأمم الأعجمية بقيت على هويتها ولم تتقبل الهوية العربية مثل قسم كبير من الأمازيغ والترك والكــرد والفرس وبعض الآشوريين والسريان فإنها تلقنت اللغة العربية وتكلمتها بطلاقة إلى جانبلغتها الأم وذلك لأن بعضها اعتنق الإسلام مثل الأكراد والفرس والأتراك.
اللغة العربية في العصر الحديث:
مع دخول القرن التاسع عشر والعشرين، بدأت اللغة العربية تتعرض لتحديات كبيرة بسبب الاستعمار الأوروبي وتغلغل اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية في العديد من البلدان العربية. ومع ذلك، شهدت اللغة العربية في العصر الحديث أيضًا محاولات لتطوير اللغة ودمجها مع العلوم الحديثة من خلال حركات إصلاحية في مجالات الأدب والتعليم والسياسة.
فـــترة ركــود اللغة العربيـــة:
خلال القرن الثالث عشر اجتاح الشرق العربي المغول بقيادة (هولاكو خان)
فأمعنوا في معالم الثقافة والحضارة تدميرًا وتخريبًا، الأمر الذي ترك المسلمين في حال تصفها باليتم، ففقهاء وعلماء العصر المملوكي لم يكونــوا مهتمين بتطوير (الفتاوي والاجتهادات الفقهية) والعلوم المختلفة بقدر ما كانوا مهتمين بإعادة تجميع ما قد ضاع وفقد منها لكن على الرغم من ذلك فإن اللغة العربية استمرت لغة مهمة في البلدان الإسلامية إلا أنها أخذت بالانحسار فـي شبه الجزيرة الأيبيرية مع قيام الإسبان باسترجاع البلاد شيءًا فشيئًا وقتل أو نفي سكانها من المسلمين كذلك فقد أخذت أهميتها العلمــية تتراجع بعد ركود الاكتشافات العلمية العربية، وبدء انتقال شعلة الحضارة إلى أوروبا.
.
فــتـــرة الإنتــعـاش:
بعد أن سيطر على اللغة العربية شيءٌ من الركود طيلة ما يقرب من أربعون
عاما أخذت في أواخر (القرن التاسع عشر ) تشهد بعض الانتعـاش.
وقد تجلّى هذا الانتعاش بنهضة ثقافية في بلاد الشــام ومــصر بسبب ازدياد نسبة المتعلمين وافتتاح الكثير من المطابع التي قامت بتجميـع الحــروف العربية ونشرت الصحف الحديثة بهـذه اللغــة لأول مرة كذلك ظهرت عـدّة جمعيـات أدبية وأدباء وشعراء كبار ساهموا في إحياء اللغة العربية الفصحى ومن هؤلاء أحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء الشيخ ناصيف اليازجي المعلّم بطرس البستاني أمين الريحاني وجبران خليل جـبران.
وقــد أسس هؤلاء الأدباء القواميس والمعاجم الحديثة مثل دائرة المعارف وقاموس محيط المحيط ووفروا مؤلفات فيّمة في مختلف فنـون المـعرفة بعد أن ترجموا واقتبسوا روائع الفكر الغربي كذلك يسّر الأدباء العرب في تلك الفتـرة اللغــة العربية وقواعدها فوضعوا لها المعاجم الحديثة التي لا تزال متــداولة حتـى الآن وتأسست الصحافة العربية لتعيد إحياء الفكر العربي وتوقظ القرّاء على أخبار بلادهم المحلية والأخبار العالميّة ومن أبرز المدارس الفكرية العربية التي برزت في ذلك العهد مدرسة أدب المهجر وهو الأدب الذي أنشـأه العرب الذين هاجروا من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، وكونوا جاليــات عربية وروابط أدبية أخرجت صحفًا ومجلات تهتم بشؤونهم وأدبهم وأنشأ أتباعها عدّة نقابات أبرزها الرابطة القلمية.
اللهجات في اللغة العربية:
تعدد اللهجات كان موجوداً قديماً عند العرب من أيام (الجاهلية) حيــث كانت هناك لهجة لكل قبيلة من القبائل. وقد استمر الوضع هكذا بعــد مجــيء (الإسلام).
ومن أبرز الأسباب التي أدّت لولادة لهجات عربية مختلفة في القِـدم هو أن
العرب كانوا في بداية عهدهم أميين لا تربطهم تجارة ولا إمــارة ولا دين فكان
من الطبيعي أن ينشأ من ذلك ومن اختلاف الوضع والارتجال ومـن كثرة الحل والترحالوتأثير الخلطة والاعتزال، اضطراب في اللغة كالترادف واختلاف اللهجات
وذلك تجلى في الإبدال والإعلال والبناء والإعراب. ومن أبرز اللهجات والألفاظ: عجعجة قُضاعة أي قلب الياء جيمًا بعد العين وبعد الياء المشددة، مثل راعي يقولون فيها: راعج وفي كرسي كرسج، وطمطمانية حِمْير وهي جعل (إم) بدل(أل) فــــي التعريف فيقولون في البر: أمبر، وفي الصيام أمصيام .. وفحفحة هذيل أي جعل الحاء عينًا مثل: أحل إليه فيقولون أعل إليه، وعنعنة تميم وهي إبدال العين في الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة.. فيقولون في أمان: عمان، وكشكشة أسد أي جعل الكاف شينًا مثل “عليك” فيقولونها: “عليش” وقطْعةِ طيئ وهي حذف آخر الكلمة، مثل قولهم: يا أبا الحسن، تصبح: يا أبا الحسا وغير ذلك مما باعد بين الألسنة وأوشك أن يقسم اللغة إلى لغات لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصله.
طريقة كتابة اللغة العربية في العصر القديم:
اللغات العربية القديمة كانت تكتب بالخطين المسند والثمودي ثم دخل الخط النبطي على اللغة العربية الحديثة – وقيل أنه نسبة لنابت بن إسماعيل فأخذ ذلك الخط مكان الخط الثمودي في شمال الجزيرة، وأصبح الخــط المعتمد في “لغة مضر العربية الحديثة” (نسبة إلى قبيلة مضر). أما لغة حمـير “العــربية الجنوبية” فحافظت على الخط المسند. هذا بينما أخذ الخط النبطـي – الذي هو أبو الخط العربي الحديث يتطور أيضًا، وكان أقدم نص عربي مكتشف مكتوبًا بالخط النبطي وهو نقش (النمارة) المكتــشف في (سوريا ) والــذي يرجع للعام (٣٢٨ ميلادية).
وكان الحجازيون أول من حرر العربية من الخـط النبطي وبدأ يتغيـــر بشكل
متقارب حتى عهد الإمام علي بن أبي طالـب حين بدأ أبو الأســود الدؤلي
الكناني بتنقيط الحروف. ثم أمر (عبد الملك بن مروان) نصـر بن عاصـم الليثي
الكناني ويحيى بن يعمر العدواني بتشكيل الحروف، فبدؤوا بعــــمل نقطة فوق الحرف للدلالة على فتحه، ونقطة تحته للدلالة على كسره، ونقطة عن شماله للدلالة على ضمه. ثم تطور الوضع إلى وضع ألف صغيرة مائلة فوق الحرف للفتح وياء صغيرة للكسر، وواو صغيرة للضم. ثم تطور مجدداً للشكل الحالي في الفتح والكسر والضم.يقول القلقشندي: “الخط العربي هـــو ما يسمى الآن (بالكوفي) ومنه تطورت باقي الخطوط الحالية التي تكتب بها اللغة العربية في كل البلدان العربية.
خصائص اللغة العربية:
الهيكل اللغوي:
الحروف والأبجدية: يتكون الأبجدية العربية من 28 حرفًا، وتكتب من اليمين إلى اليسار. تتميز الحروف العربية بأنها تتغير أشكالها حسب موقعها في الكلمة (مبدئية، وسطية، نهائية، منفردة).
الصوتيات: تحتوي العربية على مجموعة من الأصوات التي لا توجد في العديد من اللغات الأخرى، مثل الحروف القوية (حروف حلقية، حلقيّة، شفهية…).
التوزيع الطبوغرافي اللغة العربية:
البلدان الناطقة بالعربية: اللغة العربية هي اللغة الرسمية في 22 دولة من دول جامعة الدول العربية التي تمتد من المحيط الأطلسي في الغرب إلى الخليج العربي في الشرق، وتشمل بلدانًا مثل المملكة العربية السعودية، مصر، العراق، المغرب الجزائر، والسودان.
الانتشار العالمي: تعتبر العربية واحدة من أكثر اللغات تحدثًا في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 450 مليون نسمة.
وهي لغة رسمية في العديد من المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
التحديات المعاصرة اللغة العربية:
تواجه اللغة العربية العديد من التحديات في العصر الحديث، مثل:
اللغات الأجنبية: تأثير اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية على المفردات والعبارات المستخدمة في الحياة اليومية.
التكنولوجيا: ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثر على أسلوب الكتابة، حيث يتم استخدام “اللغة العربية المبسطة” أو ما يُسمى “اللغة العربية الرقمية” التي تعتمد على استخدام الأرقام في الكتابة.
الحفاظ على اللغة العربية: العديد من المؤسسات الثقافية والتربوية تسعى للحفاظ على اللغة العربية، مثل المجامع اللغوية العربية التي تعمل على تطوير اللغة ومواكبة العصر، بالإضافة إلى المناهج التعليمية التي تركز على تعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات.