المرأة بين الإسلام والغرب حماية حقيقية أم شعارات جوفاء بقلم/صلاح إبراهيم عبدالرحيم
في السنوات الأخيرة شهد العالم ارتفاعًا في الأصوات من الدول الغربية التي تتحدث عن (حقوق المرأة) وتسعى بكل مالدها من تكنولوجيا لتصدير تلك المفاهيم إلى دول العالم النامي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ومع ذلك يُثار جدل كثير حول ما إذا كانت هذه الشعارات الغربية تهدف إلى تحسين حياة النساء فعليا أم أنها شعارات لتحقيق سياسات واهداف أخرى للغرب في المقابل يقدم الدين الإسلامي نموذجًا مختلفًا لحقوق المرأة قائمًا على الكرامةوالعزةوالحماية الفعلية بدلًا من التحرر السطحي الواهن ولو نظرنا للغرب بتمعن لوجدنا وضع المرأة في الغرب نجده بعيد كل البعد عن الشعارات غالبًا ما يُقدَّم الغرب على أنه نموذج يُحتذى به فيما يتعلق بحقوق المرأة. تُروّج وسائل الإعلام الغربية لأفكار الحرية الجنسية، وحرية الملابس والمساواة الكاملة بين الجنسين باعتبارها أساسًا لتحرر المرأة. لكن، إذا نظرنا إلى الواقع نجد أن العديد من النساء في الغرب يعانين من مشاكل لم تُحل حتى اليوم، رغم الشعارات البراقة. فهناك بعض التحديات التي تواجهها النساء في الغرب هناك الاستغلال الجنسي والإعلانات تُستخدم أجساد النساء في الإعلانات بشكل متكرر كأداة تسويقية مما يحوِّلهن إلى سلعة لتحقيق الربح وهذا الاستغلال يُظهر تناقضًا صارخًا مع الشعارات التي تدعو إلى احترام المرأة وتحريرها هناك الفجوة في الأجور رغم كل الجهود القانونية لا تزال الفجوة في الأجور بين الرجال والنساء قائمة في العديد من الدول الغربية. حتى في بيئات العمل التي تُعتبر تقدمية تحصل المرأة غالبًا على رواتب أقل من زملائها الرجال عند أداء نفس مهام العمل هناك العنف ضد المرأة تشير الإحصائيات إلى أن معدلات العنف الأسري والتحرش الجنسي لا تزال مرتفعة بشكل مخيف في الغرب رغم وجود القوانين الصارمة هذا يدل على ان هناك فجوة بين الواقع وما يُروَّج له في الخطابات السياسية والإعلامية. شعارات حقوق المرأة في الغرب: بين الحقيقة والتسويق الكثير من المنظمات الدولية والدول الغربية تتبنى شعارات مثل “تمكين المرأة” و”المساواة بين الجنسين”. لكن، هذه الشعارات تُستخدم أحيانًا كوسيلة لترويج القيم الغربية في المجتمعات غير الغربية، دون مراعاة لخصوصية هذه المجتمعات وثقافاتها. وعلى سبيل المثال، تُقدَّم قضية “حرية الملابس” على أنها مؤشر لتحرر المرأة، بينما يتم تجاهل حقيقة أن النساء قد يتعرضن للضغط للالتزام بمعايير الجمال واللباس في المجتمعات الغربية نفسها. وفي بعض الأحيان، تُستغل هذه الشعارات كذريعة للتدخل في شؤون الدول الأخرى بحجة “تحرير المرأة” حقوق المرأة في الإسلام: حماية وكرامة حقيقية على الجانب الآخر، يقدم الإسلام مفهومًا مختلفًا لحقوق المرأة، يرتكز على الكرامة والحماية بدلاً من التركيز على مظاهر سطحية مثل اللباس أو المساواة الشكلية. وهناك بعض الأمثلة على حقوق المرأة في الإسلام: الحماية من الاستغلال: يحمي الإسلام المرأة من أن تُعامل كسلعة أو أداة لتحقيق مكاسب اقتصادية. يُفرض على الرجل احترام المرأة ومعاملتها بكرامة، وليس مجرد النظر إليها كوسيلة لتحقيق أهداف مادية. التوازن بين الحقوق والواجبات: بينما يُسمح للمرأة في الإسلام بالعمل والمشاركة في الحياة العامة، فإنها ليست مضطرة لتحمل أعباء الأسرة والإنفاق، وهي مسؤولية تقع على عاتق الرجل. هذا التوازن يضمن أن المرأة ليست مجبرة على التنافس مع الرجل في كل شيء، بل تُمنح حقوقًا تحميها وتضمن لها حياة كريمة. حماية الأسرة: الإسلام يعزز مفهوم الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع، ويحمي المرأة داخل هذه الوحدة من أي شكل من أشكال العنف أو التمييز. الفرق الجوهري بين المنهجين الإسلامي والغربي في التعامل مع حقوق المرأة في الهدف الذي يسعى كل منهما لتحقيقه. ففي حين يركز الغرب على “تحرير” المرأة من خلال إلغاء الفروقات بين الجنسين، يسعى الإسلام إلى حمايتها وضمان كرامتها ضمن إطار قيم ومبادئ ثابتة في النهاية لا يمكن اختزال حقوق المرأة في شعارات براقة تُرفع لتحقيق أغراض سياسيه أو اقتصادية الإسلام قدم رؤية متكاملة لحقوق المرأة تركز على حمايتها وصون كرامتها، بعيدًا عن أي استغلال أو تلاعب. بينما يسعى الغرب إلى تصدير شعاراته إلى العالم، يظل الإسلام ثابتًا على مبادئه التي تضمن للمرأة حقوقًا حقيقية ومتوازنة