مقال

بث النور في القلوب المظلمة

جريدة الأضواء المصرية

بث النور في القلوب المظلمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 نوفمبر 2024

الحمد لله وفَّق من شاء لمكارم الأخلاق وهداهم لما فيه فلاحهم يوم التلاق أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الخلاّق، وأشهد أن محمدا عبد الله وسوله أفضل البشر على الإطلاق صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين أما بعد لقد دعانا الإسلام إلى كل ما هو حسن وجميل، وحذرنا ونهانا عن كل سيئ وقبيح، حتى الكلمات التي تخرج من أفواهنا، فأمرنا سبحانه وتعالى أن نقول الكلمة الحسنة، وأن نبتعد عن كل سيئ من القول، وذلك لعظم أمر الكلمة، فرب كلمة حسنة طيبة، أحيت نفوسا وزرعت آمالا، وبثت نورا في قلوب مظلمة معتمة يائسة بائسة حائرة، ولذلك قال ربنا عز وجل ” وقولوا للناس حسنا “

وهكذا دعانا الإسلام أن نلتزم دائما بالقول الحسن، في كل أحوالنا، ورسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، هو المثل الأعلى لأمته والقدوة الحسنة في القول الحسن صلى الله عليه وسلم، فلم يكن صلى الله عليه وسلم فظا غليظا، بل كان سهلا سمحا لينا دائم البشر، يواجه الناس بإبتسامة حلوة، ويبادرهم بالسلام والتحية والمصافحة وحسن المحادثة، كم علّمنا أدب الحديث، وأدب الخطاب كما جاء قوله صلى الله عليه وسلم، كما فى حديث عائشة رضي الله عنها، “لو كان الفحش رجلا لكان رجلا سوءا” وكم علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عفة اللسان، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود، أنه قال صلى الله عليه وسلم “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء”

كما علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن الكلمة الطيبة صدقة، وأنها تحجب المؤمن من النار وتحول بينه وبين دخولها، فينبغي على المسلم أن يحرص على أن يتكلم الكلمة الحسنة الطيبة أو أن يصمت، ففي الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” وهكذا فشتان ما بين الكلمة الحسنة الطيبة، والكلمة السيئة الخبيثة سواء في الدنيا، أو في الأجر والعقاب في الآخرة، فبكلمة ربما تنصر مظلوما، أو تفرّج كربة، أو تعلّم جاهلا، أو تذكر غافلا أو تهدي ضالا، أو ترأب صدعا أو تطفئ فتنة، وكم من مشاكل حُلت، وكم من صلات قويت، وكم من خصومات زالت بقول حسن طيب.

وعلى الجانب الأخر كم من كلمة خبيثة سيئة، قطعت أرحاما وقرابات وصلات، وخربت كثيرا من البيوت، وشردت أطفالا، فما عليك إلا أن تمسك لسانك وتزن كلامك حتى لا يخرج منك إلا كل حسن من القول، وهو بلا شك أمر يجعلك محبوبا عند الناس، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى