مقال

الرسول يتجهز لأداء العمرة

جريدة الأضواء المصرية

الرسول يتجهز لأداء العمرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، عندما تطورت الأمور في الجزيرة العربية إلى حد كبير لصالح المسلمين ونجحت الدعوة الإسلامية نجاحا عظيما في كثير من النواحي والأقاليم فرأى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المنام وهو في المدينة النبوية أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام وأخذ مفتاح الكعبة وطافوا وإعتمروا وحلق بعضهم وقصر بعضهم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك ففرحوا فرحا كبيرا بهذه الرؤية وإشتاقوا شوقا عظيما للمسجد الحرام الذي صدهم عنه المشركون لمدة ستة أعوام وتجهز النبي صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة.

وأخبر أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر وإستخلف على المدينة عبدالله بن أم مكتوم وركب ناقته القصواء ومعه زوجته أم سلمة وألف وأربعمائة من أصحابه ولم يخرج معه بسلاح إلا سلاح المسافر فلما وصل ذا الحليفة قلدّ الهدي وأحرم بالعمرة وأرسل عينا له ليأتيه بخبر المشركين فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أن المشركين قد جمعوا له الأحابيش وأخبره أنهم مقاتلوك وصادوك عن المسجد الحرام فإستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال أبو بكر إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فروحوا فراحوا ولكن المشركين أصروا على أن يحولوا بين المسلمين وبين المسجد الحرام فأنزلوا مائتي فارس بقيادة خالد بن الوليد على الطريق الرئيسي الذي يوصل إلى مكة.

لصد المسلمين عن الوصول إلى مكة فتراءى الجيشان فرأى خالد المسلمين في صلاة الظهر يركعون ويسجدون فقال لقد كانوا على غرة لو كنا حملنا عليهم لأصبنا منهم فقرر أن يحمل عليهم في صلاة العصر ويميل عليهم ميلة واحدة فأنزل الله تعالى صلاة الخوف ففاتت الفرصة خالدا، وفي هذه الأثناء جاء بديل الخزاعي يتوسط بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش فقال إن القوم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين وإن قريشا قد أنهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإن أبوا إلا القتال فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله تعالي أمره فقال بديل سأبلغهم ما تقول.

فأنطلق حتى أتى قريشا فقال لهم إني قد جئتكم من عند هذا الرجل وسمعته يقول قولا فإن شئتم عرضته عليكم فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء وقال ذو الرأي منهم هات ما سمعته فقال سمعته يقول كذا وكذا، فبعثت قريش رجلا آخر يقال له مكرز بن حفص، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا رجل غادر فلما جاء وتكلم قال له مثل ما قال للأول فرجع إلى قريش فأخبرهم فأرسلوا رجلا ثالثا يسمى الحليس بن علقمة، فلما أشرف على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال صلى الله عليه وسلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثوها له وإستقبله الصحابة وهم يلبون فلما رآهم كذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فرجع إلى أصحابه فقال لهم رأيت البدن قلدت وأشعرت وما أرى أن يصدوا عن البيت.

فجرى بينه وبينهم كلام ثم أرسلوا عروة بن مسعود الثقفي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما قال لمن قبله ورأى عروة إجلال الصحابة وتعظيمهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع إلى قومه قال لهم لقد وفدت على الملوك والأمراء فو الله ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه مثلما يعظم أصحاب محمد محمدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى