حب النبي بالإتباع وليس بالإبتداع

حب النبي بالإتباع وليس بالإبتداع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 14 سبتمبر 2023
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ثم أما بعد، إن حب النبي صلي الله عليه وسلم بالإتباع وليس بالإبتداع، اعلموا يرحمكم الله أن أصل التلقي هو الإتباع، ولكن كيف نشأ الإحتفال بالمولد النبوي الشريف وهل يتوافق أم يتعارض مع هذا الأصل ؟ وبيان ذلك أن من الأصول التي يجب أن يستحضرها الناظر في هذه المسألة، هو أن كل أمر حادث، لابد وأن يعرض على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وسنة الخلفاء الراشدين، والقرون المفضلة، والأصل في هذا أن كل محدث في الدين يعتبر مردود على صاحبه، وقد دل على هذا الأصل أحاديث عدة، ومن ذلك حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ” متفق عليه، وفي رواية لمسلم “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” وقد عدّ العلماء هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ” فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة ضلالة” وكل عمل في الدين لايخرج عن أمرين، إما أن يكون وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان قولا أو فعلا أو تقريرا، وإما لا، وإن كان الأول واضح حكمه.
فان الثاني وهو لم يكن فلابد من دليل عليه وإلا بقي في دائرة البدعة المنهي المسلم عن قربانها، وهنا نسأل متى وكيف وممن بدأ الاحتفال بالمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل يخالف الأصل الشرعي في التلقي ؟ فإن أول من سنّ وإبتدع هذا الإحتفال هم الرافضة ملوك الدولة الفاطمية التي إنتسبت كذبا وزورا إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ففي القرن الرابع الهجري إبتدع الخليفة الفاطمي المعز العبيدي فكرة الإحتفال بالمولد النبوي، وأحدث مع المولد النبوي أربعة موالد أخرى مولدا للإمام علي بن أبي طالب، وآخر للسيدة فاطمة، وثالثا للحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا، ورابعا لمن يحكم من العبيديين، ثم توسعوا في إحداث الموالد والمناسبات البدعية الأخرى، وهذه الدولة التي أحيت وإبتدعت المولد النبوي.
هي دولة كافرة فاسقة بإجماع المحققين من أهل العلم، عطلت الإسلام، وجحدت السنن والآثار، في ولايتهم أرغموا المصريون على سبّ أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة رضي الله عنهم أجمعين، ومنع الناس من صلاة التراويح ومن السعي لطلب الرزق نهارا، وإنتشر الرعب والقتل حتى أكل الناس في زمانهم بعض البهائم والحيوانات المحرمة، وهذه الدولة يرى بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها تنحدر من أصل يهودي أو مجوسي، وبناء على ما سبق لم تعرف الأمة هذا المولد قبل هذه الدولة، فهل هي أهل للاقتداء بها؟ وهنا نتساءل هل يمكن لأمر جاء من هذه الدولة، وبهذه العقيدة الباطلة، هل يمكن أن يكون دينا يتدين به المسلم وكل عام ؟ أين الأصل في الإتباع والذي من خلاله يعبد المسلم ربه.
فكيف إذا كان هذا الفعل يخالف هذا الأصل؟ وكيف لدولة هذه حالها أن توفق لهذا الخير، ويتركه خير جيل بعد الأنبياء، وكلنا متفق أنه ليس هناك أحد يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كحب أصحابه له، لا والذي رفع السماء بلا عمد، لقد ضربوا المثل الأعلى في حبهم، فلماذا لم يحتفلوا بمولده؟ ثم أليس في عدم إحتفالهم إتهام لهم عند من يرى الإحتفال بأنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ؟