مقال

قل الحمد لله وسلام علي عباده الذين اصطفي

جريدة الأضواء المصرية

قل الحمد لله وسلام علي عباده الذين اصطفي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 23 أغسطس 2024
الحمد لله الذي جعل لنا الصوم حصنا لأهل الإيمان والجنة، وأحمد سبحانه وتعالى وأشكره، بأن من على عباده بموسم الخيرات فأعظم المنة ورد عنهم كيد الشيطان وخيب ظنه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تؤدي لرضوانه والجنة، وأشهد أن محمد عبده ورسوله فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد ثم أما بعد إن هذا الدين القويم الذي إرتضاه الله جل وعلا لعباده قد اختار له نبيا كريما وداعيا حكيما ومبلغا أمينا ألا وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فما ترك خيرا إلا دل الأمة عليه، ولا شرا إلا حذرها منه؛ ثم إن الله جل وعلا اختار لهذا النبي الكريم أنصارا عدولا، وصحابة كراما، عزروه وأيدوه عليه الصلاة والسلام وبذلوا مهجهم وأنفاسهم.

وأموالهم في سبيل نصرته ونصرة دينه صلى الله عليه وسلم ففازوا بكل فضيلة إلى رضوان الله، فشهد لهم ربهم وزكاهم، فهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين عليهم الصلاة والسلام، فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل ” قل الحمد لله وسلام علي عباده الذين اصطفي” قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهو قول السدى والثوري، وقال ابن عمر رضي الله عنهما كان أصحاب رسول الله خير هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونقل دينه، فإنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الجيل العظيم الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن تربيته، فأصبحوا صدارة هذه البشرية بعد الأنبياء والرسل، تحقق فيهم رضي الله عنهم ما لم يتحقق في غيرهم فأثنى عليهم ربهم جل وعلا ثناء عطرا ليس في القرآن فقط.

بل أثنى عليهم جل وعلا في القرآن والإنجيل والتوراة، فهم خير الأمم سابقهم ولاحقهم، أولهم وآخرهم، هم الذين أقاموا أعمدة الإسلام وشادوا قصور الدين، قطعوا حبائل الشرك، وأوصلوا دين الإسلام إلى أطراف المعمورة، فإتسعت رقعة الإسلام، وطبقت الأرض شرائع الإيمان، فهم أدق الناس فهما وأغزرهم علما وأصدقهم إيمانا وأحسنهم عملا رضي الله عنهم ورضوا عنه، فكان من خشية الصحابة رضوان الله عليهم أن من السلف من إذا رأى النار اضطرب وتغيرت حاله، قال مجاهد وغيره “يعني أن نار الدنيا تذكر بنار الآخرة، حيث جعلها الله تذكرة” وقال أبو حيان التيمي “سمعت منذ ثلاثين سنة أن عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط” وقال “كنت أمشي مع ابن مسعود، فمر بالحدادين وقد أخرجوا حديدا من النار، فقام ينظر إليه ويبكي”

وعن عطاء الخراساني قال ” كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين، فينظر إليهم كيف ينفخون الكير، ويسمع صوت النار، فيصرخ، ثم يسقط” وروي أن طلحة وزيدا مرا بكير حداد، فوقفا ينظران إليه يبكيان، قال الأعمش “أخبرني من رأى الربيع بن خيثم مر بالحدادين، فنظر إلى الكير وما فيه، فخر” وقال مطر الوراق “كان جمعة وهرم بن حيان إذا أصبحا، غديا فمرا بأكورة الحدادين، فنظرا إلى الحديد كيف ينفخ، فيقفان ويبكيان، ويستجيران من النار” وكان بشير بن كعب، وقراء البصرة يأتون الحدادين، فينظرون إلى شهيق النار، فيتعوذون بالله من النار، وعن العلاء بن محمد قال “دخلت على عطاء السلمي، فرأيته مغشيا عليه، فقلت لامرأته ما شأنه؟ قالت سجرت جارة لنا التنور، فلما نظر إليه غشي عليه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى