
الدكروري يكتب عن إياكم والجهل المؤدي إلى الشقاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 13 مايو 2024
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد لقد ضمن الإسلام للمستعبدين من البشر حريتهم، فبعد أن كان الرق منتشرا في الجاهلية وعند غير المسلمين من الغربيين وغيرهم انتشارا أساسه الاستعلاء والظلم العظيم، فسدّ الإسلام جميع أبواب الرق كلها وفتح له بابا واحدا لمصلحة الرقيق نفسه وهو غير المسلم الذي يقع أسيرا في أيدي المسلمين عند حربه لهم، فقد رحمه الله بالإسلام بأن أباح استرقاقه بدلا عن قتله لكي يعيش في بيت مسلم أوجب الله على أهله الإحسان إليه وإكرامه، حتى يرى تعاليم الإسلام السمحة العادلة وحتى يزول عنه الجهل المؤدي به إلى الشقاء.
فيدخل الإسلام عن اقتناع فيكون ممن أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم “بأنهم يقادون إلى الجنة بالسلاسل” فإذا أسلم وطلب الحرية أمر الله سيده بعتقه صدقة أو مكاتبه، وفتح الإسلام مع هذا الباب أبوابا كثيرة لتحرير المماليك، وقد ذكرها الله سبحانه في القرآن الكريم، ومنها كفارة قتل الخطأ، وكفارة الحنث في اليمين، وكفارة الجماع في نهار رمضان، وكفارة الجماع وقت الإحرام بالحج، وكفارة الظهار من الزوجة، وكفارة الإساءة إليه، وهناك أبواب أخرى، وأيضا حفظ الله سبحانه وتعالى في الإسلام للوالدين وهما الأم والأب، حقهما على أولادهما كل الحفظ، وإن أعداء الدين والوطن يريدون تفكيك تجمعات المسلمين على ولاة أمورهم، فيريدون هذا ولا يريدون النصيحة للمسلمين باسم تحقق مصالح وإصلاح وإزالة ظلم وما أشبه ذلك كل هذا من الكذب والتدجيل.
فإنه إذا انفلتت الولاية فإنه تعم الفوضى وينتشر الفساد وتعدم المصالح التي يقولون إنها ستتحقق ويعم الفساد ولا يحصل الإصلاح، فلهذا لا بد من ولاية تجمع كلمة المسلمين ولو كان عندها قصور أو تقصير فيصبر على ذلك، لأن في الصبر على ذلك دفعا لما هو أشد وأنكى، فيقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كلاما معناه ولا يعرف طائفة قامت على ولي أمرها إلا كان حالها بعد زواله أسوأ من حالها مع وجوده وهذا مجرب الآن الولاة الذين أزيلوا والرؤساء الذين أزيلوا ماذا كانت حالة بلادهم من بعدهم لا تزال في خوف وقلق وفوضى وسفك دماء وأنتم تعلمون ذلك تسمعون به إن أعداءنا يريدون أن يفككوا تجمعات المسلمين أن لا تقوم لهم دولة ولا ولاية وأن يشتتوهم ويشردوهم هذا ما يريدونه فلا ننخدع بكلامهم ودعاياتهم وتحريضهم فأعداء الإسلام يحاولون إزالته بشتى الوسائل.
إما بإزالة تجمع المسلمين واجتماع كلمتهم وإما بتفريقهم إلى أحزاب وجماعات باسم الدين كل جماعة تعادي الأخرى، فيقول تعالى ” كل حزب بما لديهم فرحون” وإما بالليبرالية والعلمانية التي هي فصل الدين عن الدولة يقولون الدين في المساجد فقط وأما خارج المسجد فلا سلطة للدين لا في الأسر في البيوت ولا في الشوارع ولا في المعاملات ولا في الدماء ولا في أي قضية ليس للإسلام دخل في هذا إنما هذا تحكمه الأنظمة البشرية والقوانين كما يقولون هذا منهج العلمانيين والليبراليين وهو ركيزة ركزها الكفار في أبناء المسلمين، إن من يشجعون على هذه الفوضى ويشجعون على هذه المظاهرات وهذه المطالبات الصعبة إنهم وإن كانوا من أبناء المسلمين فهم مغرورون فعليهم أن يتفكروا في العواقب وأن يكون موقف المسلم من هذه الفتن هو موقف الإصلاح.
وموقف الدعاء للمسلمين وبيان ما في هذه المظاهرات، وهذه الفوضى من المفاسد العظيمة والشقاق الكبير الذي لا ينجبر ولا ينتهي وأنتم تشاهدون دولا بجواركم زال ولاتها فماذا كانت حالتها لا تزال في فوضى لا تزال في انزعاج وعدم طمأنينة، فإن الأمن لا يستقر إلا بالشكر على نعمة الأمن أما الذين يحرضون على الإخلال بالأمن فهم يكفرون النعمة ، فقال الله تعالى آمرا قريش ” فليعبدوا هذا البيت الذى أطعمهم من جوه وآمنهم من خوف” وقال سبحانه تعالى ” وضرب الله مثلا” يعني مكة ” كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله” أى كفرت بنعمة الأمن ونعمة الرزق، كفرت بأنعم الله ” فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”