مقال

الدكروري يكتب عن العلم ومعرفة فضل رمضان

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 29 فبراير 2024

الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة القوي الجبار، شديد العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، رب الأرباب ومسبب الأسباب وقاهر الصلاب وخالق خلقه من تراب قاصم الجبابرة وقاهر الفراعنة والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد، ليبين لهم الحلال والحرام وليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد أيام ويحل علينا شهر رمضان المبارك وينبغي علينا أن نستعد له والإستعداد يكون بالتزود بالعلم ليقف كل منا على أحكام الصيام، ومعرفة فضل رمضان، وكذلك المسارعة في إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات، وكذلك الجلوس مع أهل البيت من زوجة وأولاد لإخبارهم بأحكام الصيام وتشجيع الصغار على الصيام. 

وكذلك إعداد بعض الكتب التى يمكن قراءتها في البيت، أو إهداؤها لإمام المسجد ليقرأها على الناس في رمضان، وكذلك الصيام من شهر شعبان استعدادا لصوم شهر رمضان، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه فى شعبان” رواه البخارى ومسلم، وعن إسامه بن زيد رضى الله عنه قال، قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال صلى الله عليه وسلم “ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم” رواه النسائى. 

وفي الحديث بيان الحكمة من صوم شعبان، وهو أنه شهر ترفع فيه الأعمال، وقد ذكر بعض العلماء حكمة أخرى، وهى أن ذلك الصوم بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفرض، فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، وكذا يقال في صيام شعبان قبل رمضان، وكذلك الإستعداد أيضا يكون بقراءة القرآن الكريم، فقال سلمة بن كهيل كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، وقال أبو بكر البلخى شهر رجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع ، وقال أيضا مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان. 

وكان هذا حال نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم وحال سلف الأمة، وفى هذا الشهر المبارك، فما هو موقعكم من هذه الأعمال والدرجات، ويعتبر شهر رمضان من أفضل وأهم الأشهر عند المسلمين، لأنهم يؤمنون أن الله عز وجل أنزل القرآن على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر من شهر رمضان، عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبّد في غار حراء، فجاء إليه الملك جبريل عليه السلام، ونزلت الآيات الأولى من سورة العلق، وقد أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ في ليلة القدر مرة واحدة إلى السماء الدنيا في شهر رمضان المبارك، ثم أنزله الملك جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا في ثلاثة وعشرين عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى