إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على امتنانه ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلي اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد إن الرضا له فضائل عظيمة، فمن أهمها أن الرضا سبب لمغفرة الذنوب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قال حين يسمع المؤذن رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا غفر له ذنبه” رواه مسلم، وإن الرضا سبب لوجوب الجنة لصاحبه، فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يا ابا سعيد، من رضى بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وجبت له الجنة” رواه مسلم، وأن الرضا سبب لنيل رِضوان الله الأبدي لقول النبي صلى الله عليه وسلم.
” إن الله يقول لأهل الجنة، يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك، فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى، وقد أعطيتنا ما لم تعطى أحدا من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا يا رب، وأى شئ أفضل من ذلك ؟ فيقول أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده أبدا” رواه البخاري ومسلم، وإن الراضي بقضاء الله أغنى الناس لقول النبي صلى الله عليه وسلم “اتقى المحارم تكن أعبد الناس، وارضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس” رواه الترمذي، وإن من طرق زيادة السعادة هو تحسين العلاقة مع الله عز وجل حيث يعتبر الدين هو أحد الأسباب التي تساعد على خدمة الإنسان روحيا، إذ جاءت الأديان الثلاث لتحسين وتوطيد العلاقة مع الله تعالى، حيث تقوم على إدخال الراحة والسكينة إلى النفس.
كما تمحنه القوة والإحساس بالسعادة، لذلك فإن الأشخاص الصالحين يكونون أكثر الناس فرح وسعادة، رغم أنهم يواجهون العديد من الصعوبات والمتاعب في الحياة، وكذلك المعرفة والتثقيف حيث تعتبر المعرفة هي أكثر الطرق المتبعة للحصول على السعادة، إذ إن قراءة الكتب تمنح الفرد شعورا بالفرح والابتهاج، والسبب أنه يستطيع التأقلم مع غيره، كما يعدل ويحسن من أفكاره، كما تزيد ثقته بنفسه، بالإضافة إلى قدرته على تحديد مساره في الحياة، والانتفاح الروحي والقلبي، حيث يجب علي الإنسان أن يكون منفتحا ومستمعا للأوامر التي تصدرها روحه، والسبب أنها الطريق الوحيد التي تدعم وتقوي قدرته على اتباع مناهج الحياة المختلفة، وبالتالي فإنها تزيد شعوره بالسعادة.
وكذلك علاقة الرجل والمرأة حيث تعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة من أكثر العلاقات التي تقود إلى السعادة، فيرى الرجل أن المرأة تلعب دورا رئيسيا في إسعاده، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، وبالتالي إذا كانت علاقتهما ناجحة وسليمة، فذلك سيحقق لهم السعادة في حياتهم، وكذلك مرافقة الأصدقاء الصالحين، حيث يعتبر الإنسان من الكائنات الاجتماعية، لذلك لا يقدر على العيش وحده أو منعزلا عن الآخرين، لذلك يجب عليه تكوين الصداقات والعلاقات معهم، وخصوصا إذا اختار الأصدقاء الإيجابيين والمشجعين، وأيضا استغلال لحظات الحياة، حيث يجب على الإنسان استغلال كل لحظة تمر عليه في حياته، كما يجب عليه ألا يقلل من نفسه وشأنه أمام الآخرين، بل المضي نحو الأمام والتقدم نحو الأهداف والطموحات المختلفة.