مقال

الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 4 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد لقد صرنا في زمن كثرت فيه أسباب الهموم والأحزان، فقد كثرت فيه الفتن والمحن، وظهرت فيه البغضاء والإحن، وكثرت فيه الشواغل، ونزلت فيه بالناس الغوائل، وتشعبت بالناس الشعاب، فالحياة المعاصرة أبدعت في أساليب الرفاهية والمتعة لبني البشر، لكنها لم تستطع تأمين الحياة الطيبة، وسعادة القلب، اطمئنان النفس، لقد بلغ العلم الحديث درجة عالية من الرقي، فلم يحقق إلا متعة حسّية ولذّة ظاهرية ورفاهية آنيّة، لم تبلغ مكنونات النفس، ولم تتذوق بها النفس الحياة الطيبة.

ويتصور بعض الناس أن الحياة الطيبة مقترنة بالأضواء البراقة والمناصب الخادعة، ويتصورها آخرون مع تكديس الأموال والانغماس في أوحال الشهوات وإحتساء سموم المخدرات، وآخرون مع تشييد القصور الفخمة، وإن اليأس والقلق والأسى والألم يموج في العالم، والتمرد والتمزق والمأساة والشقاء سمة الحياة المعاصرة، هناك فوضى تأخذ بخناق العالم، تبعثر كل ما بقي من نظام، وتسعى إلى تمزيق الحياة، ولكن ينبغي علينا جميعا هو تربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، وننمي مداركة وعقلة وإن من الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل هو أن يشترك الطفل من خلال الأب في المكتبة العامة، ويصبح زائرا معتادا لها، وأيضا قراءة بعض المجلات المحترمة ومراسلتها، فإن ذلك يدعوه إلى الاطلاع الدائم.

كما أن الكتابة تنمي ملكات الطفل، ومما يساعد الطفل أيضا على تنمية ثقافته الزيارات الميدانية والرحلات الاستكشافية، فبها يتعرف الطفل على طبيعة بلده، وعلى موارده، فتنمو عقلية الطفل، ويفكر بطريقة أفضل، ويدعوه ذلك إلى الاطلاع والقراءة حول ما تعرض له في تلك الحالات، ومن الوسائل الثقافية أيضا للطفل الأفلام العلمية، والتي يمكن عرضها عن طريق الشاشات الإلكترونية فيمكنه أن يرى الأجرام السماوية، والمجرات والكواكب والنجوم، ونحو ذلك، وما وراء البحار، وعالم الحيوان، والحشرات وغيره، وكل ذلك يعطي للطفل خلفية ثقافية كبيرة، ويسبب للطفل متعة نفسية، ويساعد في توصيل المعلومات للطفل بطريقة أسرع وأبسط وأيسر، فالوسائل العلمية ووسائل الإيضاح المختلفة مما يفرد له البحث في الآونة الأخيرة.

وأصبحت علما من العلوم المستقلة، ويقاس مدى تقدم الناحية العلمية من مكان لآخر بالقدرة على استخدام الوسائل التعليمية بطريقة جيدة، وتطوير طريقة الشرح والتقويم، ولقد عني رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المنهج وتلك الطريقة، فكان يستخدم الرسم كوسيلة لتوضيح المعنى، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال “خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا مربعا، وخط خطًّا خارجا منه، وخط خطوطا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، وهذا الذي خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار والأعراض هي الحوادث والنوائب المفاجئة، فإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأه كلها أصابه الهرم”

وكان الناس وما زالوا يستبشرون ويتفاخرون بكثرة الأبناء ويراودهم حلم بأن يرزقهم الله ذرية طيبة حسني الخلق والخلقة، يتحلون بعقيدة سليمة صلبة وعبادة خاشعة وخلق أصيل وبعقول متفتحة واعية ونفسيات مستقرة وأجسام قوية ومعرفة بواقع الحياة وظروف العصر وبنفس تفيض خيرا وطهرا وعطاء، فهل يحقق الأبناء ذلك ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى