مقال

دمعه عتاب

جريدة الاضواء

دمعه عتاب
بقلم /إكرام سليم
عِشنا لأجلكم
راحتكم هي سعادتنا
وسعادتكم مُنتهي آمالنا…
حينما رزقنا الله بكم أبناءنا وبناتنا قد أضفتم على عالمنا حُبا وجمالا
سهرنا الليالي لراحتكم وسعادتكم كنا نستمد سعادتنا من ابتسامه أحدكم فبذلنا مافي جهدنا لتصبحوا أنتم الأفضل دائما من غيرهم..
عانينا ثم عانينا ولم نُشعركم يوما بمعاناتنا ..
تضرعنا الي الله بدعائنا خوفا عليكم
كان شقاؤنا راحه و فرحه وسعاده
لنوفر لكم كل ما تطمحون إليه…
أنتزعنا أحلامنا لنهديها إليكم
ذرفنا الدمع لآلامكم وأوجاعكم أخفينا دمعنا لنزرع مكانها شجره طرحها الِابتسام لنمهد لكم الطريق أخفينا الآمنا وأحزاننا في حنايا القلب لأجلكم لنمنحكم الأمن والأمان…
وتمر الأيام سريعا آخذه خلفها العُمر بأكمله
وعلى حين غفله ..
تكبرون يوما بعد يوم وتكبر معكم أحلامنا
ليلتحق من كانوا صغارا بالمرحله الجامعيه…. ويتخرجون ويصبح لكل منكم شأنا.. ومازلنا نحلم ونحلم
ويصبح أيضا لكل منكم بيتا وزوجه واطفالا .. وتتضاعف سعادتنا بالاحفاد
وتمر الايام بحلوها ومرها وتدور عجله الزمن… ونجد أنفسنا نحن الأمهات وحيدون وقد خلا البيت من أحبائه نعيش صمت طويل ربما لا نتحدث لأيام… داهمتنا الشيخوخة كضيف ثقيل ليكون حائل بيننا وبين الحياه…
وتتضاءل أحلامنا ثم تتضاءل وتتضاءل
ويصبح الحلم الوحيد لنا
مكالمه هاتفيه من أحدكم
او زياره منزليه نتجمع فيها لإحياء الذكريات بيننا لدقائق معدوده حتى أننا نحن الأمهات نتمنى أن نوقف عقارب الساعه التي تراقبونها من حين الي اخر لتحملوا معكم الروح ولتودعوننا الي وقت غير معلوم…
نحن الأمهات التي دفعت راحتهن ثمنا لكما أنتم …
فقد تضاءلت أحلامنا
ليصبح حلمنا الاخير هو
مكالمه هاتفيةلسماع صوت أحدكم عن بُعد لنروي ظمأ الشوق إليكم
وللايام التي كنا نعيشها معا تحت سقف واحد ،…
وهانحن الآن وحيدون
مع ذكرياتكم و أصواتكم التي تتردد في آذاننا …
كان كل منكم له طلب مختلف
عن الآخر وكنا نحاول إراضاءكم جميعا…
إنه الشوق أيها الأبناء حتى لغضبكم
ومشاجراتكم وصباحكم
… اصبحتم الآن حلمنا الأخير
أن يدق احدكم الباب مصافحا وجه أمه التي طعنت بالعُمر وأصبحت لا تقوى حتى على خدمه نفسها هاهي تعيش بين أربعه جدران وحيده تحدث نفسها …
شعور مؤلم ايها الأبناء حين نشعر بالوحده وانتم ما زلتم على قيد الحياه…
شعور مؤلم أن نفقد قيمتنا في حياتكم وانتم تلهون بها…
شعور مؤلم أن يسوقنا الشوق إليكم نحن الأمهات وتمنعنا عزه النفس وكبرياءنا أن نطلب منكم الإهتمام أو نهاتفكم او نبث إليكم ما نشعر به
كي لا نضيع وقتكم فقد إشتقنا إلى حديثكم الطويل وسؤالاتكم الممله … لكننا نؤثر الصمت ولا نتكلم فمازلنا نقف على عتبات الانتظار وقائمه مواعيد الزمن لتلهف قلوبنا على سماع صوت احدكم أو رؤيته خِلسه
كم انتم قاسون وكم نحن ضُعفاء…
خذوا بأيدينا لنأخد بأيديكم إلى الجنه
ورفقا بأباء وامهات سهرن الليل لراحتكم وسعادتكم
لا تجعلوا من دوركم التي تربيتم بها وعشتم فيها أجمل سنوات إعماركم ك دور المستين تذهبوا إليها وقت فراغكم فقط
دقوا الأبواب ستجدونهم في انتظار دائم لكم بإبتسامه ملؤها الدفء والحنان لتعلموا أبناءكم درس الوفاء ليعتزوا بإنسانيتهم وكرامتهم علموا أبناءكم الانتماء وبثوا داخلهم روح الإيمان والقيم والمبادئ ليحافظوا عليكم..
رفقا أيها الأبناء
بآباء وأمهات عانين ثم عانين ثم عانين
لاجلكم وضيعن عمرا بأكمله
وصاروا شموعا تحترق لتضيئ لكم الطريق…
خذوا بأيدينا قبل الرحيل
إنتبهوا جيدااا فلا تزرعوا الغُربه بدروبكم وتاخذكم الدنيا
فقد يأتي اليوم الذي تصبحون فيه مثلنا وحينها تتضاءل أحلامكم
ويصبح الحلم الاخير لديكم
هو مكالمه هاتفية من احد أبنائكم أخذتهم دوامه الحياه مثلكم …
إذرعوا جميلاً لتحصدوا الأجمل …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى