الدكروري يكتب عن الصراعات والقائد الأموي الوليد

الدكروري يكتب عن الصراعات والقائد الأموي الوليد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كانت الصراعات والحروب قائمة من فجر التاريخ، وكما استمرت حتي وقتنا هذا وهذه سنة الله في الأرض ومع استمرار الصراعات، في عصر الدولة الأموية والعباسية فإن احتلال الأراضي الإيطالية الجنوبية التي وقعت تحت نفوذ قوات الدولة العباسية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين لم تكن ناجحة كما هو الحال في إمارة صقلية، مع ذلك، تحت سيطرة حقبة المقدونيين فقد أحرز البيزنطيون مكاسب على الارض في الشام ومع تقدم الجيوش البيزنطية سلفا أصبحت تهدد القدس إلى الجنوب، وفي الشمال إمارة حلب وجيرانهم أصبحوا خدما للبيزنطيين في شرق البلاد، حيث كان التهديد الأكبر كان للدولة الفاطمية في مصر، حتى صعد السلاجقة وعكست كل تلك المكاسب اندفاع الدولة العباسية.
للحصول على مكاسب إقليمية في عمق الأناضول، و قد أدى هذا إلى أن الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس قد طلب العون العسكرى من البابا أوربان الثاني في مجلس بياتشينزا وهذه واحدة من الأحداث التي وقعت في كثير من الأحيان تعزى كمقدمات إلى الحملة الصليبية الأولى، وكان القائد الأموى الوليد بن هشام، هو حفيد الوليد بن عقبة، وهو من نسل أبي معيط من بني أمية، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو اسم أبي معيط، أبان بن أبي عمرو، وأما عن أمه فهى السيده أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهي أيضا أم عثمان بن عفان، فالوليد بن عقبه، هو أخو عثمان بن عفان لأمه، وقد أسلم يوم الفتح، وهو فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة، ويكنى الوليد أبا وهب.
وقال أبو عمر أظنه لما أسلم كان قد ناهز الاحتلام، وقال ابن ماكولا رأى الوليد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو طفل صغير، وكان أبو الوليد عقبة بن أبي معيط، كان من كبار مشركي قريش وكان يضع سلا الجزور أى الأوساخ التي تخرج مع الجمل الصغير أثناء الولادة، بطريق الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وحاول مرة خنقه بيده، وقيل أن الوليد بن هشام قد قاد غارة على الأراضي البيزنطية حتى حصن غزالة بالقرب من أماسية في شمال الأناضول، ويروى ذلك وفقا للواقدي، قاد الوليد جنبا إلى جنب مع عمرو بن قيس الكندي قاد حملة أخرى ضد البيزنطيين، ووصل إلى ضواحي القسطنطينية، وسبى وقتل الكثير منهم، وكان ذلك خلال المراحل الأولى من الهجوم الأموي الكبير على القسطنطينية بقيادة مسلمة بن عبد الملك.
وأما عن الحصار الإسلامي الثاني للقسطنطينية في فقد كان الهجوم برا وبحرا جنبا إلى جنب من قبل المسلمون من الدولة الأموية ضد عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، القسطنطينية، وتمثل هذه الحملة تتويجا لعشرين عاما من الهجمات والاحتلال العربي التدريجي من الأراضي الحدودية البيزنطية، في حين كانت قوة الدولة البيزنطية قد أنهكت بسبب الاضطراب الداخلي الذي طال أمده، وبعد سنوات من التحضير، فإن المسلمين، بقيادة مسلمة بن عبد الملك، قاموا بغزو آسيا الصغرى البيزنطية، وكان المسلمون يأملون في البداية إستغلال الحرب الأهلية البيزنطية وجعلها قضية مشتركة مع القائد ليو الثالث الإيساوري، الذي كان قد ثار ضد الإمبراطور ثيودوسيوس الثالث ، ليو مع ذلك، قد غرر بهم وقام بتأمين العرش البيزنطي لنفسه.