
الدكروري يكتب عن زياد بن لبيد مع الرسول
بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هذا أوان انقطاع العلم ” فقلت يا رسول الله، وكيف يذهب العلم، وقد أثبت ووعته القلوب؟ رواه الحاكم وابن ماجه، وفى رواية أخرى عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدرداء، قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “هذا أوان يختلس العلم” فقال له زياد بن لبيد الأنصاري، فذكر الحديث، قال فلقيت عبادة بن الصامت، فقال صدق “وأول ما يرفع الخشوع” رواه النسائى وابن حبان والحاكم، وعن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فقال ” ذاك عند ذهاب العلم ” قالوا يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا، ويقرؤه آبناؤنا أبناءهم؟
قال صلى الله عليه وسلم ” ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد، أو ليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون منهما بشئ” وعن زياد بن نعيم الحضرمى، عن زياد بن الحارث الصدائى أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فتفرق عنه أصحابه، قال وثبت معه فأمرني فأذنت لصلاة الغداة فلما لحقه الناس أراد بلال أن يقيم الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يابلال، إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم ” وعن عبد الرحمن الأفريقي عن زياد بن نعيم الحضرمي عن زياد بن الحارث الصدائي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام فأخبرت أنه قد بعث جيشا إلى قومي فأتيته فقلت له رد الجيش وأنا لك بإسلامهم وطاعتهم ففعل فكتبت إليهم فأتى وفد منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم وطاعتهم.
فقال ” ياأخا صداء إنك لمطاع في قومك ” قال بل الله قواهم وهداهم، وأحسن إليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفلا نؤمرك عليهم؟ ” قلت بلى، فكتبت لي بإمرتي عليهم وسألته من صدقاتهم ففعل وكتب لي بذلك، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فنزل منزلا فأتاه أهل المنزل يشكون عاملهم وقالوا يأخذنا بما كان بيننا، وبين قومنا في الجاهلية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وفعل؟ ” قالوا نعم، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم، فقال ” لا خير فى الإمارة لرجل مؤمن ” فوقع ذلك في نفسي ثم أتاه رجل فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن ” قال فأعطني من الصدقات.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تبارك وتعالى لم يرض في الصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت منها أعطيتك حقك ” قال ثم إن نبي الله صلى الله عليه وسلم اعتشى في أول الليل، فلزمته وجعل أصحابه ينقطعون حتى لم يبق معه منهم غيري فلما عاين أوان الصبح أمرني فأذنت ونزل فتبرز وتلاحق أصحابه ثم أقبل فقال ” معك ماء؟ ” قلت قليل لا يكفيك قال ” صبه في إناء ” ثم ائتني به فأتيته فوضع كفه فيه فإذا بين كل إصبعين من أصابعه عين تفور فقال ” ياأخا صداء لولا أن أستحي من ربي تبارك وتعالى لسقينا واستقينا ناد في أصحابى من أراد الماء ” فاغترف من أحب، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم.
فقال ” إن أخا صداء هو الذي أذن ومن أذن فهو يقيم ” فأقمت الصلاة فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته أتيته بصحيفة فقلت اعفني قال ” وما بدا لك؟ ” قلت سمعتك تقول” لا خير في الإمارة لمؤمن” وقلت ” من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن ” وقد سألتك وأنا غني فقال ” هو ذاك فإن شئت فاقبل وإن شئت فدع ” قال ” فدلني على رجل ” قال فدللته على رجل من الوفد فقالوا له يارسول الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليه، وإذا كان الصيف فنى ماؤها فتفرقنا على ماء حولنا وإنا لا لانستطيع اليوم أن نتفرق وكل من حولنا عدو، فادع الله تبارك وتعالى أن يسعنا ماؤها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع حصيات وحركهن في يده وقال ” إذا أتيتموها فألقوا واحدة واحدة واذكروا اسم الله ” فما استطاعوا أن ينظروا من قعرها بعد.