مقال

الدكروري يكتب عن نزع البركة من

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نزع البركة من الأرض
بقلم / محمــــد الدكـــروري

إنه ما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق، فيجب علينا جميعا أن نتقي الله تعالي في كل أمورنا، ويجب أن نعلم جميعا أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على المرأة لبس الحجاب ونهاها عن التبرج، وإذا كان هذا الخطاب واردا في أمهات المؤمنين ونساء الصحابيات فمن باب أولى أن يكون الحجاب واجبا على النساء اليوم، وذلك لما صار عليه الحال من الفساد، وعليه، فالفتاة إذا لم تلبس الحجاب وكانت متبرجة فقد عصت الله سبحانه وتعالى واستحقت عقابه، ولكن لا أحد يستطيع الجزم بأن الله سيعذبها، فهي في مشيئة الله، ثم إنها إذا لم تشرك بالله شيئا فإن مصيرها إلى الجنة ولو عذبت في أول أمرها، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أتاه رجل وقال يا رسول الله ” ما الموجبتان؟

فقال صلى الله عليه وسلم ” من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار، فعلى أى فتاة أو امرأه متبرجه ترتدى الملابس الضيقه، والملابس الشفافه التى تصف جسمها والتى تثير به الغرائز والتى لا تبالى بما تفعل من اختلاط وكلام وأفعال تغضب الله عز وجل، فعليها أن تتوب إلى الله قبل فوات الأوان، فإن التوبة تمحو الذنوب، ففي الحديث الشريف عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” التائب من الذنب كمن لا ذنب له ” رواه ابن ماجه، وكما يجب علي كل إنسان أن يتقي الله في وطنه وفي بلده، وان يكون لدينة وطنية تجاه بلده الحبيب، وإن الوطنية هو مفهوم شامل كبير معناه حب الوطن الذي نعيش فيه وهو مطلب شرعي إسلامي أن يكون لدينا وطنينة وحب لوطننا الحبيب فقيل عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.

وحنينهم إلى وطنهم مكة المكرمة، بأنه إن كان دعاة الوطنية يريدون بها، أي الوطنية حب هذه الأرض وألفتها والحنين إليها والانعطاف نحوها، فذلك أمر مركوز في فطر النفوس من جهة، ومأمور به في الإسلام من جهة أخرى، وإن بلال الذي ضحى بكل شيء في سبيل عقيدته ودينه هو بلال الذي كان يهتف في دار الهجرة بالحنين إلى مكة في أبيات تسيل رقة وتقطر حلاوة، فكان يقول ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة، بواد وحولي إذخر وجليل وهـل أردن يوما مياه مجنة، وهل يبدون لي شامة وطفيل، وقد أخرج الأزرقي في أخبار مكة عن ابن شهاب قال، قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل على السيدة عائشة رضي الله عنها، فقالت له يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها.

قالت أقم حتى يأتيك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يلبث أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له “يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال والله عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق إذخرها، وأسلت ثمامها، فقال صلى الله عليه وسلم “حسبك يا أصيل لا تحزنا” وفى روايه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ويها يا أصيل، دع القلوب تقر قرارها” أرأيت كيف عبر النبي صلى الله عليه وسلم، عن حبه وهيامه وحنينه إلى وطنه بقوله “يا أصيل دع القلوب تقر” فإن ذكر بلده الحبيب الذي ولد فيه، ونشأ تحت سمائه وفوق أرضه، وبلغ أشده وأكرم بالنبوة في رحابه أمامه يثير لواعج شوقه، ويذكي جمرة حنينه إلى موطنه الحبيب الأثير العزيز، وأرأيت كيف أن الصحابة المهاجرين رضوان الله عليهم أجمعين، كانوا يحاولون تخفيف حدة شوقهم، وإطفاء لظى حنينهم إلى وطنهم بالأبيات الرقيقة المرققة التي تذكرهم بمعالم وطنهم من الوديان والموارد والجبال والوهاد والنجاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى