
الاحتباس البشرى فى كوكب الأرض
خالد صالح فرج
عندما تضيق الأرض رغم اتساعها على الإنسان، و لا يقدر أن يستعيد أنفاسه التى سلبت منه فى غفلته عنها؛ ليختنق عمدا بيديه، فلا نستطيع إلا أن نقول «إن للهِ و إنا إليه راجعون»… فى الأرض و من عليها…….
لا تعجب -أيها الانسان- إذا أخبرتك أننا نعيش أمام مرحلة التطور الأخير للأرض وهى تلفظ أنفاسها القليلة المتبقة فتنسحب من تحت أقدام البشرى الجهول بعلمه المتطور،لتعود كما بدأت أول مرة.
ليس الأمر بعيدا عن بصيرة الدين ولا العلم المسخر فى خدمته، وإن كان بعيدا عن بصيرة الأدمى
فإن كنت تريد إدارك ما تسمع فما عليك إلا أن ترجع البصر كرتين على الأقل فى أربع آيات فقط فى كتاب الله – جل وعلا – المقروء عيانا تكفيك إدراكا لتبصر بها نافذة الكون المنظور وما نحن فيه الآن،
أربع آيات متزاوجات لربط ميثاق البداية بالنهاية ….
فإليك العرض و ما عليك إلا أن تستمتع به أو تتحسر عليه….
الزوجان الأولان
قال الله تعالى«أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شى حى أفلا يؤمنون .. وقال…يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين»
الزوجان الآخران
الله قال الله تعالى«والفجر وليال عشر والشفع و الوتر…..وقال..ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس لنذيقهم بعض ما عملوا لعلهم يرجعون … » صدق الله العظيم
لقد خلق الله الانسان من رحم الأرض فكان من عجينتها جنينا و على تربتها ربيبا وجعل بره إليها إحسانا و عبادة واصلاحه لها أن ينال منها قدر ما يكفيه و يقويه على العمل و العبادة بترمومتر المنهج الإلاهى للخالق المقدر.
فإن اعتد أو تجاوز مقدار نصيبه منها كسر ميزان التقدير الذى اتقن الله به كل شئ فى الكون…
لكن و للأسف اقول: إنه الإنسان المخرب و لا مخلوق فى الكون مخرب سوى الإنسان الذى جهل قدر خالقه و تقديرة فى خلقه استخدم عقله وتفكيره لهواه فنأى به عن الحق فاعرض عن كل مباح ليلقى نفسه فى مهالك يديه.
ظن أنه قادر على معاندة تلك النواميس الكونيه المسخرة و تمادى فى صدها بأنفاسه الضعيفة، والآن يتخبط لمعالجة ما اقترفت يداه.
فى رداء الكبر والجهل يمتطى هيكل الاختراعات والصناعات كأنه يمطى براقا يصل به إلى أعلى نقطه كونيه ولا يعلم أن فى جوف دابته نذير خطر يحمله قلب النهايه المجهوله لتهوى به فى نار خاملة من ألاف السنين تنتظر العابثين.
لقد صنع الإنسان بيديه عبثا ما يهلك به الحرث و النسل فألتهمت منه الأخضر و اليابس و ما عافته ما ألقته إلا وعبثت به كعبث الرياح بالهشيم….
و ها انت الآن تبصر بعينيك الهلع الذى يهيمن على سكان الأرض و الرعب الذى يحيط بهم من تلك الآيات الكائنه لا محالة، مهرولين فى كل طريق لرد أمر الله فيهم، وكأن الآيات التى حلت بالقرون السالفة لم تعيهم وتوقظهم، وهل تغنى النذر من قضاء الله.
وأخير يحق لنا أن نتعلم و أن نعلم أننا إن أرادنا نجاة من هذه الآفات و المصطلحات التى يتنوع مصادرها إلا أنها لا تحمل فى طيها غير الخطر و الهلع الموزع على سكان العالم فعلينا النزوع إلى مراقد الضمائر فنوقظها، و أن نفر من قوتنا إلى قوة الخالق جل جلاله الذى أمرنا بقوله «ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين »…
و ليقنع كل منا بنصيبه الذى قدره الله من هذه الأرض و ليدخر ما تبقى للأخرة فى خزائن من يجازى مثقال الذرة خيرا بخير أحسن وشرا شرا…
بقلمى/خالد صالح فرج