مقال

الدكروري يكتب عن أخلاق المعلم وآدابه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أخلاق المعلم وآدابه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن طالب العلم في رعاية الله تعالي وحراسة الملائكة في غدوه ورواحه، فتوقره وتعظمه وتدعو له إعظاما لما أوتي من العلم قال صلى الله عليه وسلم “إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم” وينبغي على الطالب أن يفهم الآداب التي تجب عليه في التعامل مع معلمه، ومن أبرزها حسن الأدب معه، والتواضع بين يديه، فقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم، وتواضعوا لمن تعلموه العلم” وعليه أن يتفقد معلمه، ويتعهده بالسؤال إذا غاب وإذا مرض، فمن الوفاء حفظ العهد لمن أحسن لك بالعلم، وقال الشاعر قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا وعلى المعلم أن يظهر أمام طلبته بالمظهر اللائق من الأخلاق الفاضلة والآداب العالية التي أساسها التمسك بكتاب الله تعالى.

 

وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة لتلاميذه في العلم والعمل فإن التلميذ ربما يتلقى من معلمه من الأخلاق والآداب أكثر مما يتلقى منه العلم من حيث التأثر لأن أخلاق المعلم وآدابه صورة مشهودة معبرة عما في نفسه ظاهرة في سلوكه، فتنعكس هذه الصورة تماما على إرادة التلاميذ واتجاههم وعليه ان يتحلى مع الطلاب بالصبر سواءأ في استقبال الأسئلة منهم أو في الإجابة عليهم، فإن العلماء هم ورثة أنبياء الله تعالى، وخيرته من خلقه، يستغفر لهم أهل الأرض والسماء، وتمتاز التربية الإسلامية بمجموعة من الخصائص التي تكون ملامحها العامة، وتبين مفهومها الحضاري، وهذه الخصائص هى الخلق الهادف، حيث جعل الإسلام التربية من أهم أشكال العبادة، وأسماها قدرا، فيُعد المعلم عابدا لله سبحانة وتعالى إذا علم الناس الخير والصلاح، كما ويعد المتعلم عابدا لله تعالى إذا كان مقصوده من التعلم هو معرفة حقائق الأمور.

 

وقد أكدت التربية الإسلامية على دوام التعليم واستمراريته مدى الحياة، وأيضا من الخصائص هى الوحده الوحدة والشمول، حيث دعت الشريعة الإسلامية جميع الناس إلى التعاون على الخير والبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالإسلام يدعو إلى العناية بجميع مجالات المعرفة التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع والفائدة والوحدة، كما تهتم التربية الإسلامية بتنمية جميع جوانب الإنسان بشكل شامل، فهي تحث على الاعتناء بالنفس والعقل، بشكل مساوى للعناية بالجسد، دون تقصير في أحد الجوانب، وكذلك أيضا من الخصائص هى التوازن الدقيق، حيث تقوم التربية الإسلامية على تحقيق التوازن الدقيق في جميع حياة الإنسان، فهي تدعو إلى التوازن بين العلم النظري، والتطبيق العملي الذي يعود على الفرد والمجتمع بالنفع.

 

كما حثت الفرد المسلم على تحقيق التوازن بين سعيه في دنياه وآخرته، وبينت التوازن الدقيق بين حاجات الفرد والمجتمع، وبين المتطلبات المادية والروحية للإنسان، وكذلك أيضا من الخصائص هى المرونة، حيث اتصفت الشريعة الإسلامية بالمرونة ولم تضع في مصادر تشريعها من قرآن أو سنة منهجا محددا جامدا يسير عليه الناس، وإنما فتحت باب الاجتهاد أمام العلماء، وجعلت بناء الأحكام يتأسس عن طريق استخراج المناهج والقواعد من الظروف المتغيرة التي يعيشها الناس، مما يجعل الشريعة الإسلامية واسعة الأفق، وقابلة للتطور والتغيير بشكل يلبي حاجات الناس في واقعهم المعاصر، ويعالج مشاكلهم المستجدة، وكذلك الجمع بين الطابع الفردي والجماعي، حيث تهتم التربية الإسلامية بتكوين الفرد المسلم الصالح، وتبين الأمانة التي يتحملها كل مسلم أمام الله تعالى.

 

وأنه محاسب على جميع أعماله بعد أن وهبه الله عز وجل عقلا يفكر فيه، وأنزل إليه أسباب الهداية من رسل وكتب، وبيَّن له سبيل الخير والشر، كما وتدعو إلى بناء مجتمع يكفل لجميع أفراده حق العدل، والمساواة، والتكافؤ، وتوضح أهمية التكافل، والوحدة بين الناس فالتربية الإسلامية تعتني بالفرد المسلم، وتعتني كذلك بالبيئة أو المجتمع الذي يعيش فيه، ويكون سببا في تحديد سلوكه وفكره، وتتنوع أساليب التربية الإسلامية وتتعدد سعيا في تحقيق أهدافها المرجوة، ومن هذه الأساليب هى القدوة، حيث تسعى التربية الإسلامية إلى إيجاد القدوة الحسنة للفرد المسلم في جميع مراحله العمرية، فقد دعت الوالدين إلى أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم، كما حثت المعلمين والمربين على أن يكونوا مثالا حسنا يحتذى به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى