مقال

العمل والمظهر الشكلي للمرافق العامة

جريدة الأضواء المصرية

العمل والمظهر الشكلي للمرافق العامة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد من آداب العمل في الإسلام أن يكون العامل قويا أمينا، والقوة تتحقق بأن يكون عالما بالعمل الذي يسند إليه، وقادرا على القيام به، وأن يكون أمينا على ما تحت يده، وأن يكون العامل بعيدا عن الغش والتحايل، فالغش ليس من صفات المؤمنين، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “من غش فليس مني” رواه مسلم وأبو داود والترمذي، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يبيع طعاما “حبوبا” فأدخل يده فيه فرأى بللا، فقال ” ما هذا يا صاحب الطعام؟” قال أصابته السماء، أي المطر، فقال عليه الصلاة والسلام. 

“فهلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غشنا ليس منا” رواه مسلم، ومن الآداب والواجبات على العامل المسلم الإلتزام بالمواعيد، والنصح لصاحب العمل، وتحري الحلال، والبعد عن الأعمال المحرمة، ويجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد خارج عمله عن أمور تعتبر من أسرار العمل، وعليه أن يلتزم بقوانين العمل، ويجب على العامل أيضا أن يحافظ على أداء الصلوات، وإيتاء الزكاة، والقيام بسائر العبادات على أكمل وأحسن وجه، بل إن ذلك من أسباب الحصول على الرزق والتوسعة فيه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله” رواه مسلم، ومن هذه الآداب الالتزام بالدوام. 

والتبكير إلى العمل، حيث يكون النشاط موفورا، وتتحقق البركة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم بارك لأمتي في بكورها” رواه الترمذي وابن ماجه، فهذه آداب العمل وواجبات العامل في الإسلام، وغيرها كثير، فيها الراحة والسعادة والأمن والأمان للفرد والمجتمع، وفيها رضا الله، وسعة رزقه، وتتابع بره، وحلول بركته، وعندما كان المسلمون يتعاملون بهذه القيم وبهذه الأخلاق كان العامل المسلم في أي مجال من مجالات العمل يستشعر هذه المسؤولية وهذه الأمانة ويقوم بواجبه على أكمل وجه، لا تغره المناصب ولا تستهويه وتفسده الأموال، وإن من العمل أيضا أن نحافظ علي المرافق العامة، أما عن المظهر الشكلي للمرافق العامة فتتمثل في وجود جهاز إداري بإدارة هذه المرافق العامة، والخدمات، وهناك المرافق العامة الإدارية.

وهي تلك المرافق العامة التي تخدم نشاط المواطنين الإداري أو الخدمي، وهناك أيضا المرافق العامة الإقتصادية وهي ذات طابع مادي أو تجاري، حيث يقوم الأفراد بدفع ثمن هذه الخدمة، وهناك أيضا المرافق العامة الأقتصادية وهي مرافق ذات طابع صناعي أو تجاري، وهي تقدم أنشطة يقوم بها الأفراد، ويكون هدفها هو الأرتقاء بالنشاط الصناعي والتجاري للمجتمع، وتتميز المرافق العامة بعدة مميزات هامة ومنها الديمومة فتتميز المرافق العامة بالديمومة، ونعني بها ان هذه المرافق مستمرة ودائمة، حيث يستفيد منها الأفراد في المجتمع بصفة دائمة ومستمرة مثل المدارس ووسائل النقل العام، والمستشفيات، وكذلك المساواه بين المواطنين حيث يستخدم جموع المواطنون في نفس البلد المرافق العامة على حد سواء، وذلك بشكل متساوى دون تمييز بين فرد وفرد في هذا الوطن. 

وشرط إستخدام هذه الخدمة ان يوفي الفرد شروط إستخدام الخدمة، وكذلك بإمكانية تعديل وتغيير المرفق حيث تقوم مؤسسات الدولة بتعديل وترميم المرافق العامة للدولة بدون إنقطاع، وتقوم الدولة بجمع الأموال من الضرائب لترميم وتغيير المرافق العامة، وتقوم الدولة بإنفاق الاموال الكثيرة للحفاظ على المر

افق العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى