
يوسف الصديق وإدارة الذات الجزء الرابع
بقلم د/مصطفى النجار
إن الصورة التى احتفظ بها يوسف فى نفسه لأبيه هى ما جعلته يفضى إليه بما رأى ، و صورة إخوته فى المقابل هى ما جعلته يكتم عنهم ، تلك التصورات التى رسمها سلوك الطرفين فى نفسه ، فقد رأى عاطفة أبوية متدفقة بالحنان والحب والرعاية ، بينما رأى من الأخوة تناجيا دونه وتحزبا عليه.
إن معتقداتنا عن المحيطين بنا وصورتهم فى نفوسنا يجب أن يرسمها سلوكهم دون أقوالهم ، وبقدر مطابقة تلك الصورة لواقع سلوكهم تكون سلامة إدارتنا لذواتنا عند التفاعل والتعامل ، وملائمة سلوكنا لما يجب أن يكون .
إن الخلل الذى يحدث فى السلوك لابد وأن يسبقة خلل فى التصورات والمشاعر ، ولذلك كان تصحيح تصوراتنا عن المحيطين بنا عنصرا وازنا لبلوغ الكفاءة فى إدارة الذات ، لإنتاج السلوك المناسب عند التفاعل والتعامل.
ويعنى ذلك أن نحتفظ بصورة للمحيطين فى نفوسنا تتطابق مع حقيقتهم ، تلك الصورة التى تكون ممثلة للحقيقة عندما يرسم سلوكهم ملامحها ، عند ذلك فقط تكون خالية من زيف الأقوال وخداع الإدعاءات وإفك المنافقين ، الذين يقولون مالا يفعلون وما أكثرهم ، فى زمن غدا فيه من الطبيعى أن تتحدث على الملأ بشئ ، وتفعل شئ آخر ، وعلى الملأ أيضا ، علانية دون حياء ، ولا يعد ذاك نفاقا فحسب ، لكنه نفاق فج أثيم.
وإليك عزيزى إجراءات تصحيح عملية لتصوراتك عن المحيطين ، استنادا لسلوكهم معك ومع الآخرين ، لتكون أكثر كفاءة عند التفاعل والاحتكاك ، تأمل الآتى :
●سلوكهم مع الأدنى ، ومن له سلطة عليهم ، فذلك أصدق فى التعبير عن حقيقتهم.
●طريقتهم مع الرؤساء ومن بيدهم المصلحة ، وكذلك من لا يحتاجون إليهم.
●رد فعلهم مع الخصوم ، خاصة عند الغضب.
●تعاملهم مع الشركاء عند الاختلاف.
●تصرفاتهم مع من تتعارض مصلحتهم معهم.
●خياراتهم فى المواقف التى تتعارض فيها القيم مع المصلحة ، وأيهما يحدد سلوكهم عند ذلك.
ضع السمات والملامح التى تستخلصها من كل ذلك ، لترتسم صورتهم الحقيقية فى نفسك ، وتنتج المشاعر المناسبة التى ينبثق عنها السلوك الملائم.
ذلك عزيزى حجر الأساس للكفاءة فى إدارة ذاتك عند التفاعل والتعامل.
لقد استطاع يوسف بفطرته الطفولية البريئة ومن خلال —– —
ونكمل بإذن الله فى الجزء الخامس تجنبها للإطالة على حضراتكم.
تحياتى وتقديرى.