مقال

هل تُركت إيران وحدها ؟؟؟  ومن التالي بعد طهران ؟؟؟ 

جريدة الأضواء المصرية

مقال بقلم : د/ هيثم طه البلاوي _ المحامي .  

هل تُركت إيران وحدها ؟؟؟ 

ومن التالي بعد طهران ؟؟؟ 

منذ بداية التصعيد بين إيران من جهة، وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، والعالم يتابع ما يشبه حربًا غير معلنة، تُدار بالصواريخ والاغتيالات والضغوط الاقتصادية. لكن وسط هذه المعركة، ظهرت تساؤلات أكثر خطورة:

لماذا تُستهدف إيران في هذا التوقيت؟

أين حلفاؤها مثل روسيا والصين؟

وما موقف مصر؟

ومن الدولة التي ستكون التالية في مخطط تفتيت الشرق الأوسط بعد إيران؟ 

أولًا: ما الغرض من إسقاط إيران؟

الغرض الحقيقي أعمق من مجرد وقف برنامج نووي أو ضرب قواعد صواريخ.

الهدف هو تكسير أي قوة إقليمية مستقلة في الشرق الأوسط، سواء كانت سنية أو شيعية، عربية أو فارسية.

إيران تمثل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل وأمريكا، لأنها تملك مشروعًا توسعيًا، وأذرع عسكرية قوية، ونفوذ سياسي واسع يمتد من اليمن إلى لبنان.

لكن الأهم:

أن إسقاط إيران ليس نهاية الخطة.. بل بداية الطريق. 

ثانيًا: لماذا لا تدعمها روسيا والصين عسكريًا؟

رغم العلاقات القوية، لم تقدم موسكو أو بكين دعمًا عسكريًا حقيقيًا لإيران.

روسيا غارقة في حرب أوكرانيا، ومشغولة بعقوبات الغرب.

الصين تلعب سياسة “الاقتصاد أولًا.. وتخشى أي مواجهة مفتوحة مع أمريكا.

ببساطة:

كل طرف “يحسبها صح”، ولا أحد مستعد للموت من أجل إيران، حتى وإن وقف معها بالكلام . 

ثالثًا: موقف مصر العسكري والسياسي؟

مصر تتعامل بحكمة ودهاء.

لا تدخل نفسها في صراعات مباشرة، لكنها تحافظ على توازن دقيق:

ترفض العدوان على أي دولة عربية أو إسلامية.

وتحرص على أمن الخليج، لأنها تعتبره جزءًا من أمنها القومي.

في نفس الوقت، لا تتورط في تحالفات عسكرية قد تجرّها إلى صدام مباشر.

سياسيًا: مصر تؤيد الحلول السلمية، وتدعو إلى ضبط النفس.

عسكريًا: الجيش المصري قوي، لكنه يتحرك فقط حين يهدد أمن مصر أو أمن المنطقة الحيوي.

رابعًا: من الدولة التالية بعد إيران؟

الخطة لن تتوقف عند إيران..

سوريا دُمّرت، العراق تم تفكيكه، ليبيا انهارت، ولبنان اختنق..

والسؤال الآن: من عليها الدور؟

الإجابة المخيفة: الدولة التالية هي مصر أو السعودية.

مصر تمثل الكتلة السكانية الأكبر، والجيش الأقوى.

السعودية تمثل الثقل الاقتصادي والديني.

أي دولة تحافظ على قرارها المستقل أو تمتلك مقاومات الدولة القوية، هي هدف للمخطط الغربي الصهيوني، الذي لا يريد للشرق الأوسط أن ينهض أو يتوحد . 

الخلاصة لهذه الحرب :

إيران تُستهدف لتفتيت المنطقة أكثر، لا من أجل النووي فقط.

حلفاؤها صامتون لأنهم يتحركون وفق مصالحهم، لا المبادئ.

مصر تقف بحكمة، وتحمي أمنها وتاريخها.

والدور قادم على أي دولة عربية قوية، إذا لم تدرك الشعوب والحكومات حجم المؤامرة. 

🖋️ بقلم: د. هيثم طه عيد

رؤية قانونية وتحليل سياسي من قلب الواقع العربي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى