مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني ” جزء 5″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

كما أنه ذكر أيضا عند ذكر والدته أنها كانت تقوم بتربية بناتها، وذكر كذلك عند كلامه على وفاة والده أن والده ترك أولادا كانوا صغارا، وقد ذكر ابن الملقن وغيره أن للرافعي أخ اسمه محمد، وكنيته أبو الفضائل، تعلم عند أبيه، وسمع منه الحديث، تفقه على أبي القاسم ابن فضلان، وحصل على الإجازة من ابن البطي، وكانت له رحلات في العلم إلى أصبهان، والري، وأذربيجان، والعراق وسمع الحديث من نصر الله القزاز، وابن الجوزي، واستوطن بغداد، وولي مشارفة أوقاف النظامية، وذكروا عنه أنه كان فيه ديانة، وأمانة، وتواضع، وتودد، وحسن خلق، وأن معرفته بالحديث تامة، كما أن له كتابات كثيرة، رغم أن خطه كان ضعيفا فقد كتب الكثير من التفسير، والحديث، والفقه وقال ابن النجار وكان يذاكرني بأشياء، وله فهم حسن، ومعرفة، ومات في ثامن عشرين جمادى الأولى، من سنة ثمان وعشرين وستمائة، وقد قارب السبعين.

 

وكما كان للرافعي من الأولاد ولد ذكر اسمه محمد، ولقبه عزيز الدين، تعلم عند والده، وروى عنه الحديث وبنت تزوجها أحد مشائخ قزوين، وأنجبت له أولادا كثيرين، وذكر ذلك ابن حجر في كتابه التلخيص الحبير فقال وللإمام الرافعي رحمه الله من الأولاد ولد ذكر، اسمه محمد ولقبه عزيز الدين وبنت، ذكر أبو سعد المنسي، النسوي في تاريخ خوارزم شاه أن الإمام أبا القاسم الرافعي كانت له بنت، تزوجها رجل من مشايخ قزوين وأولدها أولادا كثيرة وقرأت على الشيخ صلاح الدين، قال رأيت بدمشق سنة أربعين وسبعمائة امرأة حضرت عند قاضي القضاة، تقي الدين السبكي، وهي عجمية، فصيحة اللسان، ذكرت أنها من نسل الإمام الرافعي، وكانت تحفظ عقيدته التي صنفها، فقرأت منها قطعة، وهي عقيدة بديعة على طريقة أهل السنة، بعبارة فصيحة على عادته رحمة الله عليه، ولأبي القاسم الرافعي مكانة ذكرها العلماء، قال عنه ابن قاضي شهبة.

 

إليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، وقال عنه ابن الملقن أن له في الإسلام مكانة مهمة، وأنه جدير بكل فضيلة، وأن سلفه رجالا ونساء كانوا من العلماء الأعلام كان مرجعا للناس في الأخذ والفتوى، وكان إماما في الدين للعجم والعرب، خاتمة الأئمة من أصحابه المرجوع إلى قولهم وقال ابن حجر العسقلاني نقلا عن أبي عبد الله محمد الإسفرايني في كلامه عن الرافعي أنه إمام الدين، وناصر السنة، وأنه كان أوحد عصره في العلوم الدينية، في علم أصول الفقه، وعلم فروع الفقه، وكان مجتهد زمانه في المذهب الشافعي، وكان فريد وقته في تفسير القرآن، وكان له مجلس بقزوين للتفسير ولتسميع الحديث، وصفه ابن حجر العسقلاني بالعالم الجليل، وقال بأن ما ذكر عنه العلماء يظهر ما كان عليه من علم وتبحر في شتى العلوم وما كان عليه من الزهد والتقى والصلاح، وكان أبو القاسم عبد الكريم الرافعي.

 

من أعلام القرن السابع الهجري، وكان متضلعا في مختلف فنون العلم، وخصوصا في العلوم الدينية، وكان أكثر اهتماما بعلم التفسير، وعلم الحديث، وروايته، وعلم اللغة العربية، وعلم أصول الفقه، وعلم الفقه، ذكر ابن حجر قول الأسنوي في كتاب الطبقات، وأن الرافعي كان إماما في الفقه والتفسير والحديث والأصول، وغيرها، وأنه كان طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز في مراتب الترجيح وذكر قول الذهبي أن أبا القاسم الرافعي يظهر عليه اعتناء قوي بالحديث وفنونه في شرحه لمسند الشافعي، قال ابن قاضي شهبة في كلامه عن أبي القاسم الرافعي أنه صاحب الشرح المشهور كالعلم المنشور، وإليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير ممن تقدمه، وحاز قصب السبق، فلا يدرك شأوه إلا من وضع يديه حيث وضع قدمه وذكر ابن العماد في كلامه عن أبي القاسم الرافعي.

 

بأنه الإمام العلامة إمام الدين الشافعي، صاحب الشرح المشهور الكبير على المحرر، وقال عنه أنه كان بارعا في العلم، انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، وكان مع براعته في العلم رجلا صالحا، متصفا بالزهد، ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع، وقد تحدث العلماء عن مكانة أبي القاسم الرافعي، وأخلاقه، وسيرته، وصلاحه، وتواضعه، وعمله في مجال التعليم، ورواية الحديث، واجتهاده، وتأليف الكتب، وبما يدل على مكانته، وكفائته العلمية، ويعد الرافعي من محققي المذهب الشافعي، في القرن السابع الهجري، وقد أبدى اهتماما كبيرا بدراسة المذهب الشافعي، ويعد عند الفقهاء بدرجة مجتهد في المذهب، وحصلت اجتهاداته على القبول والإقرار في الأوساط العلمية، واعتمدت في القضاء والإفتاء والتعليم، وأصبحت كتبه ضمن المراجع المعتمدة في مذهب الشافعية وكان له تحقيقات إضافية في الفقه المقارن، ومسائل الخلاف المتشعبة.

 

وجمع الأقوال المتفرقة، والطرق المختلفة، وقام بتنقيح المذهب، وتحرير الأقوال والآراء والوجوه والطرق وتحقيق القول المعتمد أو الراجح في مذهب الشافعية، وجمع طرقه بعبارات موجزة، وكانت له استدلالات وترجيحات للأقوال وفق الأدلة التي استند إليها ولم يقتصر على الترجيح في مسائل الخلاف، بل عمل على تحرير المذهب وتنقيحه، ومهد الطريق لمن يأتي بعده، وقد سار على منواله النووي في منهج الترجيح والتصحيح وكان أبو القاسم الرافعي من أول العلماء الذين استخدموا المصطلحات الفقهية، وكانت ترجيحاته واختياراته تبنى على منهج الاستدلال، والتصحيح وفق ما يقتضيه الدليل، ويعد الرافعي من أوائل متأخرى الشافعية، وكان لمتقدمي الشافعية قبل فترة الرافعي مجهودات في نقل المذهب ودراسته، والبحث فيما يستجد، وكانت هناك مراجع هامة من كتب المتقدمين مثل كتاب الأم للشافعي، ومختصر المزني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى