مقال

الدكروري يكتب عن رمضان آداب وإلتزام وقرآن ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رمضان آداب وإلتزام وقرآن ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكــروري

ونكمل الجزء الرابع مع رمضان آداب وإلتزام وقرأن، وصدق الله العظيم الذى قال فى سورة طه ” ومن أعرض عن ذكرى فإن له معسشة ضنكا ” ولقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بقراءة كتابه المبين، ورتب على القراءة الأجر الكبير وسواء قلت القراءة أو كثرت فان القارئ لا يعدم أجرا قوله صلى الله عليه وسلم ” من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ” وإن ملازمة قراءة القرآن الكريم صحبة خير تفي صاحبها حقه في الدنيا وتشفع له في دار الآخرة، وفي صحيح مسلم يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ” وإن الحفظ صنو القراءة ففي الحديث الشريف ” إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب”

ولقد شرع الله تعالى القرآن والحفظ من أجل إن يتزود العباد من الحسنات ومن أجل الارتباط بالقرآن قراءة وفهما وعلما فإن القراءة لا تجدي نفعا إلا بتدبر المعاني وبتفهم الآياتف قال تعالى فى كتبه الكريم ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ” بل إن الله تعالى أمر بالتدبر، وأما عن قوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه قراءة العامة بجزم اللام، وقرأ الحسن والأعرج بكسر اللام، وهي لام الأمر وحقها الكسر إذا أفردت، فإذا وصلت بشيء ففيها وجهان وهما الجزم والكسر، وإنما توصل بثلاثة أحرف بالفاء كقوله فليصمه، أو فليعبدوا والواو كقوله وليوفوا وثم كقوله ثم ليقضوا وشهد بمعنى حضر، وفيه إضمار، أي من شهد منكم المصر في الشهر عاقلا بالغا صحيحا مقيما فليصمه، وهو يقال عام فيخصص بقوله ” فمن كان منكم مريضا أو على سفر”

وليس الشهر بمفعول وإنما هو ظرف زمان، وقد اختلف العلماء في تأويل هذا، فقال علي بن أبي طالب وابن عباس وسويد بن غفلة وعائشة وأربعة من الصحابة من شهد أى من حضر دخول الشهر وكان مقيما فى أوله في بلده وأهله فليكمل صيامه، ولو سافر بعد ذلك أو أقام، وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر، والمعنى عندهم هو من أدركه رمضان مسافرا أفطر وعليه عدة من أيام أخر، ومن أدركه حاضرا فليصمه، وقال جمهور الأمة من شهد أول الشهر وآخره فليصم ما دام مقيما، فإن سافر أفطر، وهذا هو الصحيح، وعليه تدل الأخبار الثابتة، وقد ترجم البخاري رحمه الله ردا على القول الأول باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر، وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس.

وقال أبو عبد الله والكديد ما بين عسفان وقديد، وقيل قد يحتمل أن يحمل قول علي رضي الله عنه ومن وافقه على السفر المندوب كزيارة الإخوان من الفضلاء والصالحين، أو المباح فى طلب الرزق الزائد على الكفاية، وأما السفر الواجب في طلب القوت الضرورى، أو فتح بلد إذا تحقق ذلك، أو دفع عدو، فالمرء فيه مخير ولا يجب عليه الإمساك، بل الفطر فيه أفضل للتقوى، وإن كان شهد الشهر في بلده وصام بعضه فيه، لحديث ابن عباس وغيره، ولا يكون فى هذا خلاف إن شاء الله والله أعلم، وقال أبو حنيفة وأصحابه، من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر وآخره فإنه يقضي أيام جنونه.

ونصب الشهر على هذا التأويل هو على المفعول الصريح بقول شهد، وعن القرآن الكريم، قال الله عز وجل ” أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع القرآن فيقف عند معانيه فتتحرك مشاعره وتذرف عيناه تأثرا بما يقرا وتفاعلا مع الخطاب الإلهي، وإن القرآن شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة والتحاكم ليس مقصورا على أصحاب القرار فحسب بل هو شامل للجميع بما في ذلك الفرد المسلم، فالمسلم يتحاكم أمام نفسه ومع زوجه ومع ولده ومع الناس كافة في سائر علاقاته، والمؤمن يتأدب بأدب القرآن فما أمر الله به فهو المعروف الذي يجب أن يفعل وما نهى الله عنه فهو المنكر الذى يجب أن يترك، وإن الله عز وجل أرسل كثيرا من الرسل الكرام، ولم يقصص علينا إلا بعض قصص الأنبياء التي ستقع جرائم في هذه الأمة كاللواط وتطفيف الكيل والميزان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى