
الدكروري يكتب عن الإمام إبن حجر العسقلاني ” جزء 10″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ونكمل الجزء العاشر مع الإمام إبن حجر العسقلاني، وقرأ عليه شرح منهاج البيضاوي، وجمع الجوامع، والمختصر الأصلي لابن الحاجب، وكان ابن حجر يُثني عليه، وكما كان من شيوخه في اللغة والنحو الفيروز آبادي، حيث اجتمع به ابن حجر في رحلته إلى اليمن، وأخذ عنه القاموس المحيط، وأذن له أن يرويه عنه، وشمس الدين بن عبد الرزاق الغماري، وسمع عنه البردة عن أبي حيان عن ناظمها، وأجازه، والبدر البشتكي، ولازمه سنين، وسمع منه الكثير من شعره، وقرأ عليه في علم العروض، والمحب بن هشام، وأخذ عنه ابن حجر العربية، وسمع منه مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، وبعض الأجزاء الحديثية، وقرأ الحافظ ابن حجر أغلب كتب الحديث النبوي على شيوخه، وكما كان من شيوخه في الحديث النبوي هم عبد الرحيم العراقي، وفد لازمه ابن حجر عشر سنين.
منها أثناء رحلته إلى الشام، وقرأ عليه العديد من المسانيد، وسمع منه ألفيته المعروفة بألفية العراقي، ونور الدين الهيثمي، وقرأ عليه قرينا للعراقي، ومما قرأ عليه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، وجزءا من مسند أحمد، وزوائد المسند، وجمال الدين بن ظهيرة، أول شيوخ ابن حجر في الحديث، التقى به وهو ابن اثنتي عشرة في مكة، درس عليه عمدة الأحكام، وفاطمة بنت المُنجا التنوخية، وقرأ عليها كتاب الأوائل لابن أبي شيبة، والأطعمة للدارمي السمرقندي، وبر الوالدين للبخاري، والقناعة والعزلة والانفراد لابن أبي الدنيا، وغيرها من الكتب، وفاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية، قال عنها ابن حجر قرأت عليها الكثير من الكتب والأجزاء بالصالحية، ونعم الشيخة كانت، ومما قرأ عليها الإيمان لابن منده، والتفسير المأثور عن مالك بن أنس، والدعاء للمحاملي.
والسنن المأثورة للشافعي، والرحلة للخطيب البغدادي، وسجدات القرآن لإبراهيم الحربي، وغيرها، وعائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية، وهي أخت فاطمة، وقال عنها ابن حجر وكانت سهلة في الإسماع، سهلة الجانب، وقد اشتهر الحافظ ابن حجر وكثر تلاميذه، وذكر السخاوي ستمائة وست وعشرون، إسما من تلاميذه ممن أخذ عنه دراية ورواية، ومن أشهر تلاميذه، هم شمس الدين السخاوي برهان الدين البقاعي، وزكريا الأنصاري، وابن الخضيري، والتقي ابن فهد المكي، والكمال بن الهمام، وقاسم بن قطلوبغا، وابن تغري، وأبو ذر ابن البرهان الحلبي، وابن مزني، وابن الشحنة، وابن خطيب الناصرية، وابن الغرابيلي، وزين الدين رضوان، وتغري برمش بن عبد الله، وأبو إسحاق بن درباس، ونفيس الدين العلوي، والكلوتاتي، والبدر ابن التنسي، وشهاب الدين البوصيري.
ومحمد بن ناصر الدين السعدي الحنبلي، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن كحيل، وشمس الدين ابن حسان، وشهاب الدين ابن الأخصائي، وابن قوقب، وشهاب الدين المنوفي، والشهاب التروجي، والشهاب الإشليمي، وعبد الأول المرشدي، والشرف الطنوبي، وإبراهيم الطباطبي، والمحب البكري، ونعمة الله الجرهي، وابن الصيرفي، وفخر الدين التليلي، وابن بصال، وأبو الوفا الصالحي، وابن أبي شريف، وابن قاضي عجلون، والبلبيسي المقدسي، والسراج بن برهان الدين الجعبري، وبرهان الدين بن زين الدين الخضر، وقد اشتغل الحافظ إبن حجر في الإملاء بدار الحديث الكاملية بالقاهرة، وشرع الحافظ ابن حجر في عقد مجالس الإملاء في سنة ثماني مائة وثمانية من الهجرة، حيث أملى كتاب الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع، من حديثه عن شيوخه.
في ستة عشر مجلسا بالشيخونية، وبعضها بمنزله بمصر على شاطئ النيل، باستملاء الشهاب البوصيري، ثم أملى بعدها عشاريات الصحابة المسماة بالإصابة، بالشيخونية أيضا، وبالمدرسة الجمالية المستجدة برحبة العيد، أول مافتحت، وبالمدرسة المنكوتمرية المجاورة لمنزله، وبالخانقاه البيبرسية، حتى استكمل بالأمكنة المذكورة من العشاريات، المشار إليها حوالي مائة مجلس في مدة سنتين، وعندما استقر بالقضاء، عقد مجلسه الحافل للإملاء بالخانقاه البيبرسية في يوم الثلاثاء الثامن صفر سنة سبعمائة وسبعة وعشرون من الهجرة، فأملى بها المجالس المطلقة التي لم يتقيد فيها بكتاب، بل في الغالب يحرص على المناسبات في الأزمان والوقائع، ثم شرع في إملاء تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في مختصر ابن الحاجب الأصلي حتى أكمله في يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر رجب سنة ثماني مائة وست وثلاثين من الهجرة.