منذ أن خُلق الإنسان، كانت الأمانة ميثاقًا مقدسًا. قال تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ( صدق الله العظيم )
في المجتمعات والأوطان اليوم المتقلبة المتسارعة يقف عندها المسؤول على مفترق طرق شائك، تتقاطع فيه الأمانة مع التحديات، وتتصادم فيه القيم مع الضغوط، وتتطلب فيه القيادة وعيا عميقا وشجاعة نادرة. فالمسؤول ليس مجرد صاحب منصب أو موقع بل هو حامل لأمانة عظيمة ومواجهة يومية مع اختبارات تتراوح بين النزاهة والكفاءة. وبين الواقع والطموح. فأن الأمانة: جوهر المسؤولبة
وإذا كانت الأمانة تكليفًا إلهيا. فإن المسؤول او صاحب القرار يتحملها أمام الله وحدة ، ثم أمام الناس. فكل قرار يصدر عنه، وكل خطوة يخطوها، هي إما شهادة له أو عليه. المسؤول الأمين هو من يجعل المصلحة العامة فوق مصلحته الشخصية، ويعمل بصمت وإخلاص، حتى وإن لم يصفق له أحد.
لكن الأمانة وحدها لا تكفي. فالمسؤول الأمين صاحب الأخلاق العالية والضمير الحي إن لم يكن قادرًا على مواجهة التحديات، سينهار أمام أول اختبار. ان التحديات كثيرة فساد متجذر ضغوط سياسية أو مجتمعية، موارد محدودة، أو طموحات شعبية متزايدة. هنا، تبرز أهمية الحنكة والقدرة على اتخاذ القرار، حتى في أحلك الظروف.
ليس كل من يتولى مسؤولية يعد قائدًا فالقائد الحقيقي هو من يكون مصدر إلهام، لا مجرد مدير للموارد. هو من يجيد الإصغاء، ويتخذ القرار بعد تروٍ، لا انفعال. يقيم الأشخاص بالعدل لا بالولاء. ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره.
ان القيادة ليست سلطة. بل هي تضحية. والمبدأ ليس شعارًا، بل التزام. وكلما زادت صلاحيات المسؤول، زادت مسؤوليته أمام الله عز وچل والتاريخ. والناس أجمع
وفي الختام
المسؤول الحق هو من يدرك أن الأمانة ليست عبئا، بل شرف علي عاتقة ، وأن التحديات ليست عائقًا في تحقيق العدل والمساواة ، بل فرصة للإبداع والإصلاح. وإذا اجتمعت في المسؤول صفات الأمانة مع القدرة على مواجهة التحدي، أصبح رمزًا للنجاح وللتغيير الإيجابي وقائدًا يصنع الفارق في حياة الناس.
فلنكن جميعًا، في مواقعنا المختلفة، مسؤولين نحمل الأمانة بصدق، ونتحدى الصعوبات بثبات، لأن الشعوب لا تبنى بالشعارات ولا الهتافات بل برجال ونساء شرفاء يثبتون أن المسؤولية ليست سلطة، بل رسالة سامية