أخبار عربية

     قافلة الصمود في إتجاه غزة الأبية من تونس 🇹🇳 الخضراء

جريدة الأضواء المصرية

هنا نابل بقلم المعز غني 

     قافلة الصمود في إتجاه غزة الأبية من تونس 🇹🇳 الخضراء 

عاشت الصداقة التونسية الفلسطينية ، وعاشت الأخوّة الخالدة بين شعبين جمعهما الوجع وربطهما الأمل …

قافلة الصمود من تونس الخضراء إلى غزة الأبية إنطلقت ظهر اليوم الإثنين 09 جوان 2025 في مشهد من نور ، ونداء من ضمير لا يموت.

“إ ن ينصركم الله فلا غالب لكم “… فالنصر لا يُولد إلا من رحم التوكل.

في زمن تباعدت فيه القلوب وتقاطعت المصالح ، بقيت بعض الأواصر نادرة كالذهب في عمق الرمال ، لا تبهتها السنون ولا تكسرها العواصف.

ومن بين هذه الأواصر ، تتلألأ رابطة الأخوّة بين تونس وفلسطين ، لا كعلاقة عابرة بين دولتين ، بل كجذور مغروسة في أعماق التاريخ تُسقى بالدمع والتضحيات ، وتُثمر بالوفاء والنخوة.

تونس الخضراء ، بلد الزيتون والحرية ما خانت يومًا قضية ، ولا تنكّرت لصوت المظلوم. 

كانت فلسطين تسكن في حنايا القلب التونسي منذ نكبتها الأولى ، وظل العلم الفلسطيني مرفرفًا في شرفات القلوب ، لا يسقطه إحتلال ولا يمحوه نسيان.

وها هي اليوم قافلة الصمود تنطلق من أرض الزيتون والكرامة ، من شوارع تونس التي ما زالت تذكر خطى المناضلين ، إلى شواطئ غزة الجريحة، إلى أرض الصمود التي تتكئ على حائط الحصار ولا تنهار.

قافلة لا تحمل فقط دواءً ولا غذاء ، بل تحمل معها معنى الوفاء ، ودفء الأخوّة ، وصوتًا عاليًا يقول: ” لستم وحدكم نحن معكم بقلوبنا وأرواحنا وضمائرنا “.

غزة الأبية …

يا مدينة تسكن الجراح وتغزل من تحت الرماد راية نصر ، يا من كلما أُغلق عليك باب ، فتحت السماء لك بابًا وكلما ظنّوا أنكِ إنكسرتِ ، نهضتِ من بين الركام أكثر شموخًا.

ها هي تونس تمد لكِ يدها من جديد ، لا صدقة بل عهد لا معروفًا بل واجبًا.

إنها ليست أولى القوافل ، ولن تكون الأخيرة فحين ترتبط الشعوب بالحق لا يستطيع أحد أن يفرّقها ، لا بحرٌ ولا حدود ، ولا حصارٌ ولا تطبيع.

إنها ليست شحنة عابرة ، بل رسالة من قلب إلى قلب : أنتم فينا ونحن فيكم ، وما إنتصاركم إلا إنتصار لنا جميعًا.

كم هو جميل أن تُقاس قيمة الأوطان لا بمساحتها ، بل بمواقفها وأن تُقاس عظمة الشعوب لا بعددها ، بل بصدقها في المواقف المصيرية.

تونس وفلسطين …

رفيقتان في الحلم ، شريكتان في الدمعة ، متحدتان في المبدأ لا تفرّقهما الجغرافيا ولا يُبدد صداقتهما الضجيج العالمي.

لقد آن للكون أن يعرف : أن في زمن المصالح لا تزال الأخوّة الحقيقية ممكنة، لا تزال هناك شعوب تحفظ العهد ، وتغرس الأمل في تربة الوجع.

من تونس إلى غزة الأبية ، من يدٍ تُمسك بالخبز والورد إلى يدٍ تقبض على الحجارة والكرامة ، يُبعث الرجاء ويتجدد اليقين بأن الصبر على الحق لا يضيع.

“إن ينصركم الله فلا غالب لكم” نعم فمن كان على طريق الله كان الله معه ، ومن حمل همّ المظلومين ، رفعه الله فوق الظالمين ،

ومن صدق في نصرته لقضية عادلة ، كتب إسمه في صحف الخالدين.

عاشت الأخوّة التونسية الفلسطينية ، عاشت الأرواح التي ما باعت والقلوب التي ما غفلت والمواقف التي ما مالت ، ولتكن هذه القافلة من تونس إلى غزة الأبية نداءً لكل الضمائر:

إفتحوا قلوبكم لفلسطين ، كما فتح التونسيون قوافلهم.

إفتحوا التاريخ على صفحته المشرقة ، فغزة لا تحتاج شفقة بل تحتاج شرفًا ، وتونس كانت دومًا أهلاً له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى