مقال

أمة لا تنكسر… حين يكون شعبها حاميها وقائدها منها

جريدة الأضواء المصرية

أمة لا تنكسر… حين يكون شعبها حاميها وقائدها منها

بقلم . د / هاني المصري 

———————————

في أوقات الشدة تُصقل المعادن، وتنكشف الحقائق، وتُسطّر الشعوب تاريخها الحقيقي. وفي قلب هذا التاريخ، يقف المواطن المصري شامخًا، صلبًا، ومترابطًا كالسور العظيم الذي يحمي الوطن من كل خطر. قوة لا تنكسر، وحب لا يتبدد، وانتماء يضرب جذوره في أعماق التاريخ.

ما يميز هذا الشعب ليس عدده فقط، بل وحدته. تلك الروح المصرية الفريدة التي تتجلّى حين تنادي الأرض، فيلبي النداء الغني والفقير، الشاب والشيخ، المرأة والرجل، الكل على قلب رجل واحد، خلف قيادتهم التي يثقون بها، ويؤمنون أنها منهم ولأجلهم.

حين تمرّ مصر بتحديات داخلية أو تهديدات خارجية، لا يحتاج المواطن إلى دعوة. يشعر أن الدفاع عن الوطن مسؤوليته الشخصية، وأن القيادة ليست مجرد سلطة، بل شريك في الحلم والمعركة. نرى ذلك في مشاهد التلاحم اليومي: في دعم الجيش، في الصبر على الإصلاح، في الالتفاف حول الرؤية، وفي الفهم الواعي أن الحروب الحديثة تُخاض بالعقول كما بالسلاح.

تاريخ مصر الحديث شاهد على أن المواطن المصري لا يخذل وطنه، ولا يتخلى عن قيادته في أوقات المصير. ففي كل موقف مفصلي، كان صوت الشعب داعمًا، وسلوكه منضبطًا، وإرادته متحدة. لا تفرقه محاولات التشكيك، ولا تهزه حملات التضليل. لأنه يعرف أن بقاء الوطن مرهون بوحدة الصف، وأن القيادة الحكيمة تحتاج إلى شعب واعٍ يقف خلفها بثبات.

اليوم، ونحن نواجه تحديات اقتصادية، إقليمية، وأمنية، يثبت المصري مرة أخرى أنه ليس مجرد رقم في الإحصاءات، بل نبض الوطن ودرعه. يُضحّي، يعمل، يصبر، ويثق أن كل خطوة إلى الأمام، مهما كانت صعبة، هي استثمار في مستقبل أولاده ووطنه.

المصري لا يُرهب، لا يُباع، ولا يُغرر به. لأنه ببساطة يعرف قيمة وطنه، ويثق أن قيادته تقوده نحو مستقبل يستحقه.

في مصر، لا نخاف لأننا معًا. لا ننهزم لأننا جسد واحد. وهذا هو السر الحقيقي: شعب آمن بقيادته… فحمى وطنه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى