مقال

همسات الجمال في حضرة الربيع

جريدة الأضواء المصرية

عنوان: “همسات الجمال في حضرة الربيع”

في حضرة الربيع، تتسع أفق الروح كأنها تلامس أطراف السماء. كل شيء ينبض بالحياة، وكأن الطبيعة قد عقدت احتفالاً سرياً لا يُدعى إليه إلا القلب المُحب. الزهر يهمس بعطره، والماء يرقص في مساراته بشغفٍ لا يُخفى، فيما الشمس تلامس الأرض برقة العاشق الهائم.

تتجلى عظمة الخالق في كل زاوية؛ في ظل الشجر، في لون الورود، في خرير النهر الذي ينساب كأنه يحكي حكاية قديمة بلغة لا يفهمها إلا من صمت واستمع. وكل تلة، كل غصن، كل قطرة ندى، تهمس بنشيد لا يُكتب… بل يُحس.

إنه فصل لا يُقرأ في تقويم الأيام، بل في انفعال القلب، وسكون النفس حين تتماهى مع روعة الخلق.

ما أقسى أن يُزهر القلب في ربيعٍ لا يأتي، أن يمدّ أغصانه نحو ضوءٍ لا يعود. أحببته كما يُحب الظمآن المطر، وكما تهفو الأرض لبسمة السماء، لكن الفصول خانت موعدها، وأدار الزمن ظهره، فاختنق الحلم في عتمة الانتظار.

لم يكن حباً عابراً، بل عمرٌ تشكّل تفاصيله، وعينٌ لا ترى سواه، وقلبٌ لا يَألف غيره. كل الأشياء كانت تبتسم حين يذكر، وكل الطرق تؤدي إليه، حتى لو أغلقت أبوابها. لكنه رحل، أو تَغافل، أو اكتفى بأن أكون هناك فقط حين يحتاج، لا حين أحتاج.

أبكيت الليالي حتى ملتني، وعاتبت قلبي فلم يُنكر حنانه، لكنه تعب. فيك كان ربيع العمر، لكنك كنتَ الخريف الذي خذلني في منتصف الإزهار. والآن، لا زهر يبقى، ولا حلم يُروى، فقط ذكريات تتوشح الحنين، وقلبٌ تعلم أن لا أحد يبقى إن لم يُرد البقاء.

“ليس كل من أزهر في قلبك، كان جديراً بأن يُزهر لك العمر.”
ربا رباعي
الاردن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى