مقال

أرض ضرب نبي الله موسى فيها الأحجار

جريدة الأضواء المصرية

أرض ضرب نبي الله موسى فيها الأحجار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ولي من اتقاه، من اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه، أما بعد إن أرض سيناء أقسم الله سبحانه وتعالى بها، حيث أقسم الله تعالى بها في القرآن الكريم، والله تعالى لا يقسم إلا بالعظيم لأن العظيم لا يقسم إلا بالعظيم فهذه الأماكن لها من المكانة العظيمة عند الله تعالى فقال تعالى ” والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين ” وطور سنين هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وهو جبل الطور في سيناء، وكما أن سيناء هي أرض الخير والنماء، فقد جعل الله تعالى فيها سرا وبركة إقتصادية يمكن أن نلمحها من قول الله تعالى حيث يتحدث الله تعالى عن خلق السماوات السبع والبشر وإنزال الماء من السماء. 

وجنات النخيل والأعناب، وبعدها يقول تعالى ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين” أي جعل شجرة الزيتون التي تنبت في جبل الطور في الوادي المقدس من نعم الله تعالى على الخلق شأن النعم التي سبقتها في الآيات وجعل نعمة هذه الشجرة مستمرة متجددة شأن المطر والجنات والبساتين والسماوات السبع وجاء التعبير بالمضارع فقال تعالي ” وشجرة تخرج ” وكما قال تعالي ” تنبت بالدهن ” وأن هذا الخير الإلهي مستمد من ذلك الوادي المقدس الذي شهد وحده كلام الله تعالى لأحد الأنبياء، وأن هذا الخير وضعه الله لكفاية البشرية، وكما أن أرض سيناء تفجر فيها عيون الماء ونزول المن والسلوى، ففي أرض سيناء ضرب موسى الأحجار لتنفجر منها ينابيع المياه وهي عيون موسى الاحدى عشر بعدد أسباط بنى إسرائيل حيث عرف كل قوم مشربه. 

والتي هي موجودة حتى الأن تشهد بمعجزة الخالق عز وجل، وعلى أرض سيناء أنزل الله تعالي على نبيه موسى وقومه من بنى إسرائيل المن والسلوى ولكن تجبر بنو إسرائيل وعصوا موسى فغضب الله عليهم وكتب عليهم التيه بين الجبال وفى أودية سيناء أربعين عاما جزاء ما اقترفوه كفرا وعصيانا، وكتب الله تعالي عليهم المذلة والمسكنة كما في قوله عز وجل كما جاء في سورة المائدة ” قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين” ولقد جاء الفاتحون المسلمون إلى مصر تحت قيادة الصحابي الجليل عمرو بن العاص عن طريق سيناء، ومنذ اللحظة الأولى لقصة الفتح الإسلامي ترددت أسماء أماكن ومواقع على أطراف شبه جزيرة سيناء، أو في داخلها، في سرديات الفتح، فقد كانت رفح والفرما من أوائل الأماكن.

التي وصلها الفاتحون المسلمون، حيث يسجل التاريخ أنه منذ أكثر منذ أربعة عشر قرنا من الزمان وأكثر بقليل شهدت سيناء إقامة أول صلاة لعيد الأضحى المبارك علي أرض مصر وذلك حينما دخل عمرو بن العاص بجيشه الظافر أرض سيناء المقدسة التي باركها الله تعالى والتي نالت قدسية إستقبال كل الرسالات على أرضها وإن الفتح الإسلامي كان مشجعا لبعض العناصر البدوية في شبه جزيرة العرب للنزوح إلي سيناء والإستقرار بها مما شجع علي إنتشار الإسلام بين سكانها، وقد إعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال أفريقيا فإستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد المغرب، فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء.

خلال العصرين الأموي والعباسي، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر الطولونيين، نتيجة إنهيار النفوذ العربي خلال العصر العباسي الثاني، وتزايد نفوذ عناصر أخرى كالفرس

والأتراك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى