مقال

معركة شدوان ملحمة شعبية

جريدة الأضواء المصرية

معركة شدوان ملحمة شعبية

كتب/ صلاح إبراهيم عبدالرحيم

بطولة خالدة لرجال اللصاعقة المصرية أصبحت عيدا لمحافظة للبحر الأحمر
لم تكن شدوان مجرد جزيرة صخرية منعزلة تقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، هي معركة  أضافت سطرا في سجل بطولات خالدة لأبناء الجيش المصري ورجاله البواسل
تحتفل محافظة البحر الأحمر في يوم 22 يناير من كل عام بعيدها القومي والذي يوافق ذكرى معركة شدوان، التي جرت في  تلك الجزيرة النائية والتي لا تزيد مساحتها عن 70 كيلو مترا مربعا ويتراوح عرضها ما بين ال  16 و35 كيلو مترا ويوجد بها فنار لإرشاد السفن  كما يوجد بها رادار بحري
كانت  حرب الاستنزاف
تدور بين القوات المسلحة المصرية وبين قوات العدو الإسرائيلي ، في عدة مواقع
على طول الجبهة، وقد هاجمت قوات العدو الإسرائيلي تلك الجزيرة في فجر يوم الخميس  22 من شهر يناير عام 1970 وقد شهدت تلك الجزيرة ملحمة شعبية وبطولات، تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنودنا بالقوات المسلحة
الصمود أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي
حيث قامت قوات الاحتلال بهجوم ضخم على الجزيرة،
جوا وبحرا، كما قامت بمهاجمت مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار
وكان هناك مجموعة صغيرة من
رجال الصاعقة المصرية ،
لحراسة الفنار والذي يقع جنوب الجزيرة، وبرغم اعتراض الطائرات الاسرائيلية جوا و”لنشاتها” بحرا، إلا أن أبناء المحافظة الابطال لم يتخلوا عن قواتهم المسلحة وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة عن   طريق مراكب الصيد من شاطىء الغردقة إلى جزيرة شدوان وقد
استمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية البواسل الذين خاضوا المعركة ببسالة وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو، و تمكنت وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين لقوات العدو، من طرازي سكاي هوك و”ميراج”
وظل العدو يتقدم لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية أن تستسلم، ورغم القصف الجوي العنيف، إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام وقاتلوا ببسالة وشجاعة.
واستمر العدو في محاولاته للسيطرة على الجزيرة ومنع الإمداد الذي يأتي للجنود المصريين من خلال البحر، لكنهم فشلوا رغم تفوقهم العددي والقصف الجوي العنيف والامدادات الكثيرة التي كانت تأتي إليهم
بعدها اضطرت القوات الإسرائيلية ، للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها من الجزيرة،
وفي اليوم التالي للقتال
الجمعة الموافق 23 يناير، قامت القوات الجوية المصرية  بقصف المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في الجزيرة ، فى الوقت الذي قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب قوات العدو من الجزيرة.
وجدير بالذكر أن الفريق/ سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر كان قائد القوات المصرية في قطاع منطقة البحر الأحمر آنذاك، وكان الشاذلي قد وضع خطة لمقاومة تسللات العدو الإسرائيلي ، في مناطق البحر الأحمر
وكانت الخسائر عالية بين الجانبين نظرا للقتال العنيف الذي شهدته الجزيرة فقد بلغت خسائر العدو الإسرائيلي 50 فرد بين قتيل وجريح، بينما أستشهد وأصيب نحو 80 من رجالنا البواسل إضافة إلى بعض المدنيين الذين كانوا يديرون الفنار لإرشاد السفن.
وقال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية “ان لتعتبر معركة جزيرة شدوان والتي دامت 36 ساعة متصلة في قتال متلاحم رمزا للصلابة والجرأة والفداء الذي وصل في هذه الجزيرة إلى أقصى حد”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى