مقال

الشدائد والصاحب

جريدة الأضواء المصرية

الشدائد والصاحب:
تأتي الشدائد في حياة المرء فيجزع وكأن هذا أمر لا يريده، ولو علما ما فيها من منح لودها منذ زمن، فالشدائد منح وليست محن، وبها يعرف الصاحب من العدو، فإذا أتتك فلا تجزع وتغضب لوجودها فبها ومنها يعرف المنهجا والمسلكا والحياة كيف لونها، فقريب تظاهرا في الشدائد وجودا ، وغريبا تعثر ألما لآلماك ودموعا، تلك شدائد في الحياة غيرت سلوكا فبات المبهور مبهوت، وبات القوي بغيره ضعيفا، وباتت النفس مغيرة لحالها دون الباقين صعودا وبهوتا.
تلك شدائد تضرب لها السلام تعظيما فلولاها ما عرفت للحياة حدودا وللكلام معنى وسلوكاً، وما انكشفت لك الأضواء في ظلمات الأمور، ولا تحسبنا يوما لك عونا في شدة بعد التي كانت غيرت منك وليست لغيرك كانت، فصدأ القلب لا تغيره محنك، فطباع المرء غالبة مهما كان حالك، فكم من قاسيا لم تذرف عيناه دمعا ولو مت لحالك ، تلك قلوبهم ولو كان فيها خيرا لكانت لك من أوسع الأبواب ، فكنت الصاحب والرفيق لهم، لكنها بالشدائد عرفت ومنحتك الحياة منحا بها اترسم طريق حالك ، فتلك شدائد ومنح تضرب لها السلام تعظيما.

تحياتي بقلم الدكتور محمد عويان المحامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى