الدكروري يكتب عن الإسلام هو دين الرحمة بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الخميس الموافق 2 مايو 2024
الحمد لله العلي الأعلى، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه، يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق.
وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، إن الإسلام هو دين الرحمة، فتعاليمه لتحقيق الخير والعدل والرخاء والحق والسلام، والعبودية لله رب العالمين، ولدحض الباطل، واجتثاث جذور الشر، فقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فى كتابه الكريم “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” رواه أبو داود والترمذي، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لا يرحم الناس لا يرحمه الله” رواه البخاري ومسلم، ورواه أحمد من حديث أبي سعيد وزاد “ومن لا يغفر لا يُغفر له”
وفي الحديث “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل تصرفات أصحابه، ويغض الطرف عن الشاذ منهم، ويحول المواقف الصعبة والحرجة إلى طرائف يتندر بها دون أن يضيق صدره، وينفد صبره، كان يضحك في أحلك المواقف، ويبتسم في أصعب الحالات، فعن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال “كان الرجل يهدي العكة من السمن والعسل وكان لا يدخل إلى المدينة طرفة، أي شيئا طريفا، إلا اشترى منها ثم جاء فقال يا رسول الله هذه هدية لك فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه، فقال يا رسول الله أعط هذا الثمن، فيقول صلى الله عليه وسلم ألم تهده إليّ؟ فيقول ليس عندي، فيضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأمر لصاحبه بثمنه”
ومن ذلك أيضا، ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، قال، كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه برد غليظ الحاشية فجبذه الأعرابي جبذة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عنقه، ثم قال يا محمد احمل عليّ بعيري هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال ” المال مال الله وإنما أنا عبده، ثم قال، ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي؟ قال لا، قال لم؟ قال لأنك لا تكافئ بالسيئة، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أمر أن يحمل له على بعير تمر، وعلى الآخر شعير، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت” جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إنكم تقبّلون الصبيان وما نقبّلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟” رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول “لا تنزع الرحمة إلا من شقي” رواه أبو داود والترمذي، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله رفيق يحب الرفق، ويُعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه” رواه مسلم.