إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن كتاب الله العزيز القرآن الكريم، وحين نزل قول الله تعالى من سورة آل عمران ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم ” فقام الصحابى الجليل أبو الدحداح إلى أجمل حديقة عنده وأحبها إليه وتصدق بها.
ومن هنا استطاع الصحابة الكرام رضي الله عنهم حفظ كتاب الله لأنه لم يكن بالنسبة لهم مجرد كلمات، بل كان منهجا تربويا سلوكيا إيمانيا ظهر في تعاملاتهم فيما بينهم، بل ومع غيرهم، ويقول الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة طه ” قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدوا فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي ” فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في هذه الآية أنه تكفل الله تعالى لمن اتبع هدى الله أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، والمعنى هو أن من اتبع الهدى واستقام على الحق الذي بعث الله به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يضل في الدنيا بل يكون مهتديا مستقيما ولا يشقى في الآخرة بل له الجنة والكرامة.
وهدى الله هو ما دل عليه كتابه العظيم وهوالقرآن وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من فعل الأوامر وترك النواهى، وإن هدى الله هو ما دل عليه كتابه العظيم وهوالقرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، من فعل الأوامر وترك النواهي، وتصديق الأخبار التي أخبر الله تعالى بها ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإقامة عند حدود الله عز وجل وعدم تجاوزها، هذا هو الهدى، فاتباع الهدى هو تصديق الأخبار وطاعة الأوامر وترك النواهي والوقوف عند حدود الله، فلا يتعدى ما حد الله تعالى له ولا يقع في محارم الله عز وجل، ومن استقام على هذا طاعة لله تعالى وإخلاصا له ومحبة له وتعظيما له، وإيمانا به وبرسله الكرام، فإنه لا يضل في الدنيا بل هو على الهدى، ولا يشقى في الآخرة بل هو سعيد في الدنيا والآخرة.
وأما من أعرض عن ذكر الله تعالى ويعني عن كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولم يتبع الهدى فإن له معيشة ضنكا، والله عز وجل يبتليه بالمعيشة الضنك، وهي ما يقع في قلبه من القلق والضيق والحرج ولو أعطى الدنيا كلها، فإنما يقع في قلبه من الضيق والحرج والشك والريب، وهو العيشة الضنك، وهذا من العقاب المعجل، وله يوم القيامة العذاب الأليم في دار الهوان فى دار الجحيم، ومع هذا يحشره الله أعمى يوم القيامة، فعلى العبد أن يحذر معصية الله وأن ينقاد لشرع الله وأن يستقيم على هداه، الذي جاء به كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن يستقيم على الحق أينما كان، فهذا هو اتباع الهدى، والله سبحانه وتعالى هو الموفق لعباده فعلى المسلم والمسلمة الضراعة إلى الله.