
الدكروري يكتب عن قضاء الحوائج في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمتقين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وقيل أنه قال كلثوم بن جوشن رحمه الله أنه استعان رجل بالحسن البصري في حاجة، فخرج معه، فقال الرجل إني استعنت بابن سيرين وفرقد، فقالا حتى نشهد الجنازة، ثم نخرج معك، قال أما إنهما لو مشيا معك لكان خيرا” وكما قال يونس بن عبيد رحمه الله أخذ الحسن عطاءه، فجعل يقسمه، أي على الفقراء، فذكر أهله حاجة فقال لهم دونكم بقية العطاء، أما إنه لا خير فيه إلا أن يصنع به هذا” وكما قال مالك بن دينار رحمه الله بعث الحسن البصري محمد بن نوح، وحميدا الطويل في حاجة لأخ له، وقال مروا بثابت البناني، فأشخصانه، أي فليذهب معكم.
فأْتيا ثابتا، فقال لهم ثابت إني معتكف، فرجع حميد إلى الحسن، فأخبره بالذي قال ثابت، فقال له ارجع إليه، فقل له يا أعمش، أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة، فقام وذهب معهم، وترك الاعتكاف” وكما ثيل أنه استعان رجل بثابت البناني رحمه الله على القاضي في حاجة، فجعل لا يمر بمسجد إلا نزل فصلى حتى انتهى إلى القاضي، فكلمه في حاجة الرجل فقضاها، فأقبل ثابت على الرجل، فقال “لعله شق عليك ما رأيت؟” قال نعم، قال “ما صليت صلاة إلا طلبت إلى الله تعالى في حاجتك” وهذا هو جبر الخواطر في الإسلام، وكما أن من جبر الخواطر، التخفيف عن ذوى الحاجات، ويدخل أيضا فى تفطير الصائم بقوله صلى الله عليه وسلم “من فطر صائما كان له مثل أجر الصائم، من غير أن ينقص من أجره شيئا”
والمراد بتفطير الصائم، ليس بالولائم والعزائم كما يظن البعض، ولكن يمكن على شربة ماء أو مزقة لبن أو تمرات أو عجوة، فإن لم يجد فعلى عصير أو ماء وهكذا، ومن القصص واقعية عن جبر الخواطر، وهى من القصص المؤثرة التي تترك تأثير كبيرا في القلب حال رجل بسيط كان يشعر بالضيق بسبب المعيشة التي أصبحت صعبة ولديه مسئوليات كبيرة، ولكنه وجد رجل أفقر إلى الله وساعده بما يستطيع وهو يعلم أن الله كريم، ومساء ذات اليوم أرسل الله له مال مكافأة من وظيفته، فعند سماع تلك القصص يشعر الإنسان أن جبر الخواطر هو فعل صادر من العبد إلى الله فقط، فهو فعل تقوم به وإذ تجد مردود هذا الفعل في نفس التوقيت، وهنا تتجلى عظمة وكرم الله سبحانه وتعالى في جبر خواطر العباد الطيبين.
الذين لديهم رحمة في قلوبهم بغيرهم، وإن من أفضل صور جبر الخواطر هى مساعدة الناس في الأمور الشاقة التي يقوموا بها، فهناك قصة عن حياة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه فقيل أنه كان يزور أبو بكر الصديق سيدة مسنة ضريرة لا ترى، كان يساعدها في الأعمال المنزلية ولكنها لم تكن تعلم بأنه أبو بكر الصديق، وأحتفظ أبو بكر بهذا العمل إلى أن راءه رفيق له، وأن من باب جبر الخواطر كذلك، الحفاظ على العلاقات الاجتماعية، فيا حبذا لو أن المسلمين لهم زملاء أو جيران، من أهل الكتاب، تم تبادل التهانى فى مناسباتهم الاجتماعية، ويعظم أجر هذه العبادة إذا ما أقترنت بالتكافل وتقديم الطعام، فقال الإمام الحسن رضى الله عنه كثرة اللقم تدفع النقم، فإطعام الطعام من القربات العليا.