نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 9”

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 9”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء التاسع مع معركة الخازر ومقتل الحسين، وقال ولما هزم أصحاب عبيد الله تبعهم أصحاب إبراهيم بن الأشتر، فكان من غرق أكثر ممن قتل، وأصابوا عسكرهم فيه من كل شيء، وبلغ المختار وهو يقول لأصحابه يأتيكم الفتح أحد اليومين إن شاء الله، من قبل إبراهيم ابن الأشتر وأصحابه، قد هزموا أصحاب عبيد الله بن مرجانة، وقال فخرج المختار من الكوفة، واستخلف عليها السائب بن مالك الأشعري، وخرج بالناس، ونزل ساباط، وقال أبو مخنف حدثني المشرقي، عن الشعبي، قال كنت أنا وأبي ممن خرج معه، قال فلما جزنا ساباط قال للناس أبشروا فإن شرطة الله قد حسوهم بالسيوف يوما إلى الليل بنصيبين أو قريبا من نصيبين ودوين منازلهم.
إلا أن جلهم محصور بنصيبين، وقال ودخلنا المدائن، واجتمعنا إليه، فصعد المنبر، فوالله إنه ليخطبنا ويأمرنا بالجد وحسن الرأي والاجتهاد والثبات على الطاعة، والطلب بدماء أهل البيت رضى الله عنهم أجمعين، إذ جاءته البشرى تترى يتبع بعضها بعضا بقتل عبيد الله بن زياد وهزيمة أصحابه، وأخذ عسكره، وقتل أشراف أهل الشام، فقال المختار يا شرطة الله، ألم أبشركم بهذا قبل أن يكون، قالوا بلى والله لقد قلت ذلك، قال، فيقول لي رجل من بعض جيراننا من الهمذانيين أتؤمن الآن يا شعبي؟ قال، قلت بأي شيء أؤمن؟ أؤمن بأن المختار يعلم الغيب، لاأؤمن بذلك أبدا، قال أولم يقل لنا إنهم قد هزموا، فقلت له إنما زعم لنا أنهم هزموا بنصيبين من أرض الجزيرة.
وإنما هو بخازر من أرض الموصل، فقال والله لا تؤمن يا شعبي حتى ترى العذاب الأليم، فقلت له من هذا الهمذاني الذي يقول لك هذا؟ فقال رجل لعمري كان شجاعا، قتل مع المختار بعد ذلك يوم حروراء، يقال له سلمان بن حمير من الثوريين من همذان، قال وانصرف المختار إلى الكوفة، ومضى ابن الأشتر من عسكره إلى الموصل، وبعث عماله عليها، فبعث أخاه عبد الرحمن بن عبد الله على نصيبين، وغلب على سنجار ودارا، وما والاها من أرض الجزيرة، وخرج أهل الكوفة الذين كان المختار قاتلهم فهزمهم، فلحقوا بمصعب بن الزبير بالبصرة، وكان فيمن قدم على مصعب شبث بن ربعي، فقال سراقة ابن مرداس البارقي يمدح إبراهيم بن الأشتر وأصحابه.
في قتل عبيد الله ابن زياد، أتاكم غلام من عرانين مذحج، جري على الأعداء غير نكول، فيابن زياد بؤ بأعظم مالك، وذق حد ماضي الشفرتين صقيل، ضربناك بالعضب الحسام بحدة، إذا ما أبأنا قاتلا بقتيل، جزى الله خيرا شرطة الله إنهم، شفوا من عبيد الله أمس غليلي، وكانت من نتائج المعركة إيقاف زحف الامويين تجاه الكوفة وتثبيت حكم المختار الثقفى ، إلا ان حكم المختار لم يدم طويلا حيث ان مصعب بن الزبير لم يمهله طويلا حتى غزاه في نفس العام بأهل البصرة ومن معه من المناوئين للمختار وانتهت بمقتل المختار ودخول مصعب الكوفة وهو مصعب بن الزبير ابن العوام الأسدي القرشي وهو أمير العراقَين، وهو ابن الصحابي الزبير بن العوام.
وأخو الخليفة عبد الله بن الزبير، وقائد معركته ضد المختار بن أبي عبيد الثقفي، ويكنى أبو عيسى وكانت أمه هي السيدة الرباب بنت أنيف الكلبية، وكان يسمى آنية النحل لكرمه وجودة، وكان أميرا على العراق في خلافة أخيه عبد الله بن الزبير، وقُتل في معركته أمام جيش بقيادة عبد الملك بن مروان، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي يرافقه في الجيش، عند دير الجاثليق في جمادى الآخرة من عام اثنين وسبعين من الهجرة، وقد أمر الحجاج بن يوسف الثقفى بقطع رأسه وبعث به إلى أخيه عبد الله بن الزبير في مكة، وهكذا كانت الحروب قديما، حيث تعتبر الحروب الأهلية أقل ضررا مقارنة مع الحروب المباشرة التي تنشأ بين أكثر من دولة.
إلا أنها تأخذ وقتا أطول وتظل مستمرة وتتكرر أكثر من الحروب الأخرى، حيث يؤثر هذا النوع من الحروب بصورة سلبية للغاية على معدّل الناتج المحلي الإجمالي ويؤدي إلى انخفاضه بشكل ملحوظ، إضافة إلى دورها الكبير في تراجع عملية الاستثمار، وتعطيل الأنشطة التجارية، وزيادة معدلات البطالة.