مقال

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 8”

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 8”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع معركة الخازر ومقتل الحسين، وقد عرف أسماء واشتهر لدى أصحاب المصادر وكتب التراجم، بكونه من كرماء العرب وحلمائهم في الإسلام، وقد ُعنيت المصادر بأخباره، وأسهبت في الحديث عن كرمه وجوده، وأما عن شعره فلم يحظى بالعناية ذاتها، فلم يقم أحد القدماء أو المحدثين بجمعه ولم شتاته، وكان جوادا ممدحا، حكي أنه رأى يوما شابا على باب داره جالسا فسأله عن قعوده على بابه فقال له حاجة لا أستطيع ذكرها، فألح عليه فقال له جارية رأيتها دخلت هذه الدار لم أرى أحسن منها وقد خطفت قلبي معها، فأخذ بيده وأدخله داره وعرض عليه كل جارية عنده حتى مرت تلك الجارية فقال له هذه فقال له اخرج فاجلس على الباب مكانك فخرج الشاب فجلس مكانه.

 

ثم خرج إليه بعد ساعة والجارية معه قد ألبسها أنواع الحلي، وقال له ما منعني أن أدفعها إليك وأنت داخل الدار، إلا أن الجارية كانت لأختي، وكانت ضنينة بها، فاشتريتها لك منها بثلاثة آلاف، وألبستها هذا الحلي، فهي لك بما عليها، فأخذها الشاب وانصرف، وقد قال الزبير بن بكر، زوج أسماء بن خارجة الفزاري بنته هند من الحجاج بن يوسف الثقفي، فلما كانت ليلة أراد البناء بها قال لها أسماء بن خارجة، يا بنية، إن الأمهات يؤدبن البنات، وإن أمك هلكت وأنت صغيرة، فعليك بأطيب الطيب الماء، وأحسن الحسن الكحل، وإياك وكثرة المعاتبة، فإنها قطيعة للود، وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وكوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، واعلمي أني القائل لأمك، خذي العفو مني تستديمي مودتي.

 

وكانت هند بنت أسماء بن خارجة الفزارية امرأة مجربة قد تزوجها جماعة من أمراء العراق، فقبلت من أبيها وصيته، وكان الحجاج يصفها في مجلسه بكل خير، وقد قال أبو مخنف، وهو أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة الأزدي الغامدي الأزدي، وكان جده مخنف بن سليم صحابيا وهو من أصحاب الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، وقتل وهو يقاتل إلى جانبه في حرب الجمل، وكان لأبي مخنف بعض الاخبار في تاريخ الطبري، وقد قال أن إبراهيم لما شد على ابن زياد وأصحابه انهزموا بعد قتال شديد وقتلى كثيرة بين الفريقين، وإن عمير بن الحباب لما رأى أصحاب إبراهيم.

 

قد هزموا أصحاب عبيد الله بعث إليه أجيئك الآن؟ فقال لا تأتيني حتى تسكن فورة شرطة الله، فإني أخاف عليك عاديتهم، وقد حمل شريك بن جدير التغلبي على الحصين بن نمير السكوني وهو يحسبه عبيد الله بن زياد، فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، ونادى التغلبي اقتلوني وابن الزانية، فقتل ابن نمير، وعن الحسن بن كثير، قال، كان شريك بن جدير التغلبي مع علي رضى الله عنه، وقد أصيبت عينه معه، فلما انقضت حرب علي لحق ببيت المقدس، فكان به، فلما جاءه قتل الحسين، قال أعاهد الله إن قدرت على كذا وكذا، وهو يطلب بدم الحسين، لأقتلن ابن مرجانة أو لأموتن دونه، فلما بلغه أن المختار خرج يطلب بدم الحسين أقبل إليه، وقال فكان وجهه مع إبراهيم بن الأشتر.

 

وجعل على خيل ربيعة، فقال لأصحابه إني عاهدت الله على كذا وكذا فبايعه ثلاثة مائة على الموت، فلما التقوا حمل فجعل يهتكها صفا صفا مع أصحابه حتى وصلوا إليه، وثار الرهج فلا يسمع إلا وقع الحديد والسيوف، فانفرجت عن الناس وهما قتيلان ليس بينهما أحد، التغلبي وعبيد الله ابن زياد، وقال أبو مخنف، قتل شرحبيل بن ذي الكلاع، فادعى قتله ثلاثة سفيان بن يزيد بن المغفل الأزدي، وورقاء بن عازب الأسدي، وعبيد الله بن زهير السلمي، وقال ولما هزم أصحاب عبيد الله تبعهم أصحاب إبراهيم بن الأشتر، فكان من غرق أكثر ممن قتل، وأصابوا عسكرهم فيه من كل شيء، وبلغ المختار وهو يقول لأصحابه يأتيكم الفتح أحد اليومين إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى