إنه الكتاب الكريم……..

إنه الكتاب الكريم.
بقلم الدكتور أحمد الطباخ
لقد أنعم الله علينا بنزول هذه النعمة العظيمة التي لا تعدلها نعمة أخرى فهو القرآن العظيم الذي أنزله على قلب سيد المرسلين حيث نزل به الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام وفي ذلك تشريف وتكريم لمن نزل به ولكتاب الله الذي هو كلام الله رب العالمين.
إنه من نور ذات الله عز وجل جعله في صدور من اصطفاهم لحمله فتعدى كرمه لهم فصاروا أهل الله كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن لله أهلين ، قيل :من هم يا رسول الله ؟
أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
إن الله هو الكريم الذي يكرم عباده المقربين بالعطايا ويغدق عليهم بالمنح وينفحهم فكل من قرأ نال من كرمه ووصل له من فيضه وفضله ولم لا وهو مأدبة الله وحبل الله المتين ونوره المبين وشفاؤه النافع.
كان كرمه وعطاؤه عظيما على كل من ورده وارتشف من معينه وذاق حلاوته وردد آياته وتدبر معانيه فلانت به القلوب واستقامت به الألسن وصفت له الصدور ،ولم ينقطع عطاؤه على أحد فنال منه المؤمن والمنافق والفاجر كما جاء في حديث الأترجة الذي شبه بها المؤمن الذي يقرأ القرآن الكريم.
فقد شمل كرم القرآن الكريم كل من تعلق بأمره من زمان ومكان وخلق فشرف رمضان وليلة القدر بأن القرآن نزل فيها وشرفت مكة والمدينة بذلك فصار القرآن مدنيا أو مكيا وشرف كتاب الوحي باشتغالهم بكتابته فنالوا من هذا الشرف ما رفعهم وأعلى قدرهم وخلد ذكرهم وهكذا كل من وهبه الله من فيضه ومنحه من عطاياه فالقرآن عطاؤه وفير وفضله كبير فقد رفع الله بهذا الكتاب أقواما ووضع به آخرين فهو الكتاب الكريم والقران المبارك الذي بارك الله لمن تمسك به وجعله في قلبه فأجله وأعلى شأنه ،فمن تمسك به نجا ومن عمل بما فيه فقد هدي إلى طريق الله.
وليس لنا من مخرج مما نحن فيه من مشكلات وأزمات إلا بالعودة إلى هذا الكتاب المبارك الذي أحيا الله به أمة ،وأنقذ بها البشرية من ضلالها وجهالتها في وقت معدود وزمن قصير عندما عملوا بما فيه بارك الله لهم في حياتهم وسادوا العالم كله فهو الكتاب المبارك حقا وصدقا إلى يوم القيامة فهيا بنا نقرأه ونتدبره بتأمل.