نفحات إيمانية ومع عكرمه بن عمرو بن هشام ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع عكرمه بن عمرو بن هشام ” جزء 4″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع عكرمه بن عمرو بن هشام، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم فى مكة، فاحتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال”يا رسول الله، هذا رأس عدو الله، أبي جهل، فقال “الله الذى لا إله إلا هو؟” فرددها ثلاثا، ثم قال “الله أكبر، الحمد لله الذى صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه” فانطلقنا فأريته إياه، فقال “هذا فرعون هذه الأمة” وهكذا فمن هدى في الدنيا إلى الصراط المستقيم هدى في الآخرة للسير على قدر هداه في الدنيا على الصراط المنصوب على متن جهنم، على قدر سيرك هنا يكون سيرك هناك، وعلى قدر الشهوات والشبهات التي تعيق سيرك على الصراط المستقيم في الدنيا ستكون قوة الخطاطيف والكلاليب.
التي تعيق سيرك على الصراط إلى جنات النعيم، وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر؟ قال “دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شوكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم” رواه مسلم، فالسير على الصراط يوم القيامة يكون على قدر السير على الصراط المستقيم في الدنيا فالمؤمن والطائع يهدى إلى الجنة والكافر والعاصي يهدى إلى النار فيأخذون جزاءهم ويخرج الموحدون بالشفاعة ويبقى من حبسهم القرآن.
لأنهم أشركوا ولم يكونوا مع أهل التوحيد والإيمان، فقال تعالى عن المؤمنين من أهل الهدى في الدنيا “وهدوا إلى الطيب من القول” أى فى الدنيا ” وهدوا إلى صراط الحميد” فالهداية في الدنيا توفيقا وتثبيتا من الله تعالى إلى صالح الأقوال والأعمال كانت سببا في الهداية فى الآخرة إلى صراط الله تعالى ثم إلى جنته سبحانه وكل عبد صالح يهدى الى منزله فيها، وعن أبي سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نقوا وهذبّوا انطلقوا إلى الجنة، فوالذى نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا” رواه البخارى.
وأما عن جده فهو هشام بن المغيرة المخزومي القرشى، المكنى بأبي ربيعة، وهو أحد فرسان كنانة ومن أكابر قريش وحنفائهم، وهو من بطن بنو مخزوم أحد عشائر قبيلة قريش، وقد عاصر حرب الفجار، وكان شخصا ذا رتبة عالية بين قريش، هو ابن المغيرة بن عبد الله أحد قادة قريش ووالد حنتمة أم عمر بن الخطاب، ومن أولاده أبو جهل وعمرو بن أبى ربيعة وعياش بن أبى ربيعة وعبد الله بن ابي ربيعة، وهو هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن قريش بن كنانة، أبي ربيعة ذو الرمحين المخزومى القرشي الكنانى، وكان له تسعة أخوة بين ذكور وإناث، هم الوليد، وحفص، وحذيفة، وأسد، والفاكه، وتماضر، وسلمى، ورملة، وصفية.
وبنو مخزوم وهى البطن الذى كان له أمر القبة التي كانت تضرب ليجمع فيها ما يجهّز به الجيش، وأعنة الخيل وهي قيادة الفرسان في حروب قريش، وكان لمخزوم عظيم الأثر في قريش، فقد كانوا فى ثروتهم وعدتهم وبأسهم من أقوى بطون قريش وهو ما كان له أثره في اضطلاعهم وحدهم ببناء ربع الكعبة، بين الركنين الأسود واليماني، واشتركت قريش كلها في بناء بقية الأركان، وقد اشتهر منهم الكثير في الجاهلية والإسلام ومنهم الشاعر عمر بن أبى ربيعة والتابعى سعيد بن المسيب، وأما عن أمه، فهى أم عكرمة فلوة بنت كبير بن حبيب بن ربيعـه بن هيثم بن سعد بن ماجد بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عامرأو قيل عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.