مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت، وكما أنه كان أحد شعراء ثقيف وشرفائها، وكما كان أبوه من قبله أحد زعماء ثقيف بالطائف، واتفق النسابون على أن أم قسي بن منبه وهو ثقيف، كانت أميمة بنت سعد بن هذيل، ويروى أن أم ثقيف وهي أميمة بنت سعد بن هذيل، فتزوجها منبه بن بكر بن هوازن، وأما عن الطائف وثقيف، فيروي ابن الأثير في الكامل قال، كانت أرض الطائف قديما لعدوان بن عمرو بن قيس ين عيلان بن مضر فلما كثر بنو عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن غلبوهم على الطائف بعد قتال شديد وكان بنو عامر يصيفون بالطائف ويشتون بأرض نجد، ويروي البكري في معجمه وياقوت في معجم البلدان.

 

أن ثقيف لما رحل عن وادي القرى إلى وج والتي سميت بعد ذلك بالطائف قابل رئيسها عامر بن الظرب العدواني وطلب منه تزويجه من ابنة له فولدت له ثلاثة أولاد هم عوف وجشم ودارس ثم ماتت فتزوج بأختها وتكاثر أولاد قسي وهو ثقيف، واشتدت شوكتهم بالطائف، وكثرت عمارة وج ورمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم من حولهم من القبائل وغزوهم فاستغاثوا بقبيلة بني عامر فلم يغيثوهم فأجمعوا على بناء حائط يكون حصنا لهم ولأرضهم سموه الطائف لإطافته بهم وقد جاء بنو عامر كما تعودوا ليأخذوا نصيبهم من إنتاج الأرض فامتنعت ثقيف عن إعطائهم شيء وجرت بين الطرفين معارك كانت الغلبة فيها لثقيف وتفردوا بالطائف والسيادة عليه.

 

والطائف بالإضافة إلى أهميتها فهي مدينة زراعية، والزراعة كانت تعتبر الحرفة الأولى لثقيف، وقد ساعد اعتدال الجو وجودة التربة ووفرة المياه إلى قيام نشاط زراعي واسع فاشتهرت ثقيف بزراعة الفواكه المتعددة وأهمها العنب والرمان وغيرها، وكذلك عرفت ثقيف الصناعة بالأخص صناعة الجلود والدباغة والتجارة والحدادة، بالإضافة إلى التجارة التي نشطت بين أبناء ثقيف حيث أصبحوا يريدون بلاد فارس وبلاد الروم في رحلات عديدة لغرض التجارة، ومنها القصة الشهيرة لغيلان بن سلمة في وفادتة على كسرى لغرض التجارة، وبذلك كونت ثقيف إحدى أول التجمعات الحضارية في التاريخ العربي.

 

حيث اعتمدت على مكونات الحضارة الأساسية الصناعة والتجارة والزراعة بالإضافة لتربية المواشي والرعي الشيء الأساسي في ذلك الوقت، وهذة الأوضاع الاقتصادية جعلت من ثقيف أرغد العرب عيشا كما وصفهم ياقوت فى كتابه، ولما بلغت الطائف وثقيف هذا القدر من الأهمية أصبح هناك تنافس وتقارب مع مكة وقريش، حيث أصبح هناك ارتباط كبير بين القريتين والقبيلتين لما لهم من مكانة في نفوس العرب، وقال الله تعالى فى كتابه العزيز “وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم” فقد جاء في تفسير ابن كثير وقالوا ” أَى كالمعترضين على ما أنزله الله عز وجل “لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم”

 

أى هلا كان كان إنزال هذا القرآن على رجل عظيم كبير فى أعينهم من القريتين؟ ويقصدون مكه والطائف، وقيل أنهم أرادوا بذلك الكلام الوليد بن المغيرة القرشي، وعروة بن مسعود الثقفي، ورأى بعض من أهل النسب أن ثقيفا قد تكون من بقايا ثمود، وأما عن أميه بنت الصلت، فهو أمية بن أبي الصلت عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن عزة بن عوف بن ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن أبو عثمان، ويُعتبر من فحولة شعراء ثقيف والعرب في العصر الجاهلي، وقد ولد في الطائف، وأمه من قريش، وهي السيده رُفيّة بنت عبد شمس بن عبد مناف، وكان من النساك العرب الذين نبذوا عبادة الأوثان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى