دينا النجار تكتب … فإنظر إلى آثار رحمة اللّه..

دينا النجار تكتب …
فإنظر إلى آثار رحمة اللّه..
بقلم : دينا النجار
الرحمة في اللغة تعني الرقة و العطف و المغفرة ، إذ أنها تغمر جميع المخلوقات في هذا الكون ، حيث إن شعور الإنسان بوجودها هو رحمة بذاتها ، فرحمة الله تشمل أي شخص يطلبها في أي مكان و في أي وقت و ذلك بالتوجه إلى الله عز و جل في العبادات و الطاعات و ترك المعاصي و الآثام و الثقة برحمة الله تعالى ، قال تعالى ( و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون ) الأعراف 156
و الطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات و الصبر و الرجاء فهو في كنف ربٍ رحيم ودود ، و هو سبحانه المالك لكل شيء ، لا ينازعه منازع ، و لكنه فضلاً منه كتب على نفسه الرحمه ، و هذا من كمال عنايته بعبادة .
و من رحمة الله سبحانه أنه أقام الدلائل الكونية التي تدل على عظمته و وحدانيته و قدرته و تدبيره ، و ملأ الفطرة بالأشواق إلى ربها و الإتصال ببارئها .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) :
لما قضي الله الخلق كتب كتاباً ، فهو عنده فوق عرشه
” إن رحمتي سبقت غضبي” حديث صحيح .
و قد جعل الله تعالي الدنيا دار إبتلاء و ليست دار راحة و طمأنينة و استقرار ، دار عمل و تكليف و ليست دار أمل و تشريف ، و لهذا مهما علا شأننا فيها فإننا مبتلون لا محالة ، و أكمل الناس إيماناً أشدهم إبتلاءً ، قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) :
” أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه ، و إن كان في دينه رقه ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئه ” أخرجه الإمام أحمد في مسنده .
فعليك بالسعي و الإجتهاد لنيل رحمه الله ، و الرأفة بغيرك من المخلوقات و الإحسان في كل شئ في حياتك ، قال تعالى ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) الأعراف 56
فالرحمة صورة من كمال الفطرة و جمال الخُلق تحمل صاحبها على البر ، و تجعل المرء يرق لآلآم البشر ، فيسعي في مواساتهم ، فيتمني هدايتهم و يلتمس أعذارهم .
يقول ابن القيم رحمه الله :
” لو كشف الله الغطاء لعبده ، و أظهر له كيف يدبر له أموره ، و كيف أن الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من نفسه ، و أنه أرحم به من أمه لذاب العبد محبه لله و لتقطع قلبه شكراً لربه “