مقال

نفحات إيمانية ومع دور الأخلاق فى المجتمع ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع دور الأخلاق فى المجتمع ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الثانى مع دور الأخلاق فى المجتمع، ولعل هذا يرتبط بفطرة الإنسان وحبها للخير والعمل الصالح والخلق الحسن، ورفضها للشر والعمل الطالح والخلق السيئ، وفي هذا الصدد يمكن القول إن الخلق الحسن هو تلك المنظومة من القيم والعادات التي ترتقي بالإنسان وفكره وأخلاقه، وهو الذي يجعل صاحبه من خيار الناس وأفضلهم شأنا وأعلاهم مكانة وقدرا، كما لا يمكن إنكار مكانة صاحب الخلق الحسن عند الله تعالى وفي الدين الإسلامي، وقد ورد في الشريعة الإسلامية الكثير من الوصايا التي تحث على الخلق الحسن، وذلك لما له من دور في جذب الناس إلى الإسلام، وما يؤديه من مهمة في عكس الصورة الصحيحة للمسلمين.

 

وأخلاقهم النبيلة المشابهة لهدي السيرة النبوية، وما فيها من منظومة قيمية وأخلاقية، وقد يصل الإنسان أحيانا إلى معرفة الشيء من نقيضه، وفي هذا يمكن القول إن الخلق السيئ هو كل فعل أو تصرف أو عادة مخالفة ومناقضة للسلوك الحسن الذي تقبله الفطرة وينادي به الدين، ويدعو إليه الإسلام والقرآن الكريم، وقد قيل لعبد الله بن المبارك أجمل لنا حسن الخلق في كلمة، أي اختصر لنا، فقال اترك الغضب، ومما سبق يتبين أن الغضب من الصفات التي تجعل الإنسان سيئ الخلق، ومما قيل أيضا “لا تصحب من ساء خلقه، وهو الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة” ومما ورد عن علقمة العطاردي رحمه الله، في وصيته لابنه لما حضرته الوفاة.

 

قال “يا بني إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة مانك، اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سيئة سدها” ومن خلال هذه الوصية يمكن للإنسان أن يستنبط من هو سيئ الخلق، فهذه هى الأخلاق الإسلامية التي ينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة التخلق بها والاستقامة عليها حتى الموت، وما ذاك إلا لأن الله سبحانه وتعالى خلق الثقلين لعبادته ووعدهم عليها أحسن الجزاء إذا استقاموا عليها، وأعد لأوليائه المستقيمين على الأخلاق التي أمر بها ودعا إليها الجنة والكرامة مع التوفيق في الدنيا والإعانة على الخير، وأعد لمن حاد عنها واستكبر عنها دار الهوان وهي النار وبئس المصير.

 

وإن الأخلاق الإسلامية هي التي أمر الله بها في كتابه العظيم، أو أمر بها رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أو مدح أهلها وأثنى عليهم ووعدهم عليها الأجر العظيم والفوز الكبير، ومنها الأخلاق، التي وعد الله عز وجل أو الرسول صلى الله عليه وسلم من تركها وهجرها الجزاء الحسن، فإن ترك المذموم من الخلق الممدوح، ففعل المأمورات وترك المحظورات هو جماع الأخلاق التي أمر الله بها ودعا إليها أو أمر بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ودعا إليها أو مدح أهلها، وهذه هي العبادة التي خلق لها الثقلان في قوله سبحانه وتعالى ” وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون” والمعنى هو أنهم يعبدونه سبحانه وتعالى بفعل المأمور من صلاة وصوم.

 

وأعظم ذلك توحيده والإخلاص له سبحانه وتعالى، وترك المحظور الذي نهى عنه وأعظم ذلك الشرك بالله ودعوة غيره معه وسائر أنواع الكفر والضلال، وهذه الأخلاق التي هي فعل المأمور وترك المحظور هي التي بعث الله تعالى بها الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام من عهد آدم أول رسول أرسل إلى أهل الأرض، وعهد نبى الله نوح عليه السلام الذي هو أول رسول أرسله الله تعالى إلى أهل الأرض بعد أن وقع فيهم الشرك إلى آخرهم إلى خاتمهم وأفضلهم رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فأبونا آدم عليه الصلاة والسلام رسول أرسل لأهل الأرض ونبي كريم شرع الله له التوحيد، وشرع له شرائع وسار عليها هو وذريته حتى وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى