أخبار الجامعات

نفحات إيمانية ومع إياكم من الزواج ثم الطلاق ” جزء 3 ” 

نفحات إيمانية ومع إياكم من الزواج ثم الطلاق ” جزء 3 ”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع إياكم من الزواج ثم الطلاق، وقيل أن امرأة وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وحده دون غيره من سائر الأمة، قال ” فقامت المرأة قياما طويلا، فقال رجل يا رسول الله، زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم له ” هل معك شيء تصدقها ؟” أي تقدمه لها صداقا، قال لا، ليس معي إلا إزاري” فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لو أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، التمس شيئا” أي ابحث عن شيء آخر تقدمه لها، فذهب الرجل فلم يجد شيئا، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” التمس ولو خاتما من حديد، فقال الرجل، لم أجد شيئا.

 

فإنه لم يجد حتى خاتما من حديد يقدمه صداقا لهذه المرأة إذا تزوجها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” هل معك شيء من القرآن؟ قال نعم، معي سورة كذا وكذا، سور يسميها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قد زوجتكها بما معك من القرآن ” فهذا هو الإسلام، وهذا هو دين الإسلام، إنه التخفيف، إن المرأة ليس لها في هذا الوجود إلا أن تجلس وأن تعيش مع زوج يتقي الله ويعينها على طاعة الله تعالى، ويأخذ بيدها وتأخذ بيده إلى مرضاة الله تعالى، لا أن تجلس مع أبيها، ولا أن تجلس مع أمها، إذا ما بلغت سن زواجها وسن إحصانها وسن إعفافها، ولقد مهر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لزوجاته أمهات المؤمنين، ومهر بناته.

 

ومهر الصحابيات رضي الله عنهن، فلم يتعد اثنتي عشرة أوقية، فعن أبي سلمة بن عبدالرحمن، أنه قال سألت السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت “كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشّا، قالت، أتدري ما النشّ؟ قال قلت: لا، قالت نصف أوقية، فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه” وعن أبي العجفاء السلمي، قال خطبنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فقال “ألا لا تغالوا بصُدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، لكان أَولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه.

 

ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية” وجاء عند النسائي عن أنس رضي الله عنه قال “خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت والله ما مثلك يا أبا طلحة يُرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلِمة ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره، فأسلم فكان ذلك مهرها، فقال ثابت فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرا من أم سليم، الإسلام، فدخل بها فولدت له، وقال ابن القيم رحمه الله، فتضمن هذا الحديث أن الصداق لا يتقدر أقله، وأن قبضة السويق وخاتم الحديد والنعلين يصح تسميتها مهرا، وتحل بها الزوجة، وتضمن أن المغالاة في المهر مكروهة في النكاح، وأنها من قلة بركته وعسره، ولا ينبغي أن ننسى هذا المشهد المهيب.

 

هذا المشهد الكريم، وأزفه إلى الآباء والأمهات، إنه مشهد زواج بنت سيد التابعين سعيد بن المسيب ، وقد عاصر كثيرا من أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعترف معظم علماء الحديث بمراسيل أحد أكثر من اعترافهم بمراسيل سعيد بن المسيب كما قال أحمد وغيره، وسعيد بن المسيب كانت له فتاة، أتدرون من خطبها لابنه، خطبها أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان لولده الوليد، أي نسب وأي شرف، أمير المؤمنين يخطب فتاة لولده، إنها زيجة يحرص عليها كل الناس، ولكن من ملأ الإيمان قلبه، وملأ التقى جوانحه، يريد أن يقدم ابنته لرجل صالح تقي نقي يراقب الله فيها، ويتقي الله فيها، ولو كان فقيرا لا يملك من حطام الدنيا شيئا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى