إن أكثر من يستحق الإمتنان في هذا العمر هم أولئك الذين منحوني من ذاتهم قبل أن يمنحوني من وقتهم ، من قلوبهم قبل أيديهم ، من حنانهم قبل كلماتهم …
إنهم أهلي.
أهلي هم الوطن الأول ، والمرفأ الأخير ، وهم الحب الذي لا يشترط ولا يخذل ولا ينضب.
رأيت في والديّ أمي وأبي – رحمهم الله – من الحب والرحمة ما لم أره في عيون غيرهم ، ورأيت في زوجتي وأبنائي سندًا خفيًا يسندني حين أميل ، ويُصلح عوجي إن ضللت.
هم الذين يزرعون الفرح في أيامي وإن ضاق الأفق ، ويمنحونني سببًا للوقوف حين تهوي الرياح.
خرجت من بيت لم يحرمني قط من الحنان ، ولا من الكلمة الطيبة ، ولا من الإحترام ، فكان البيت مدرسة في الأخلاق قبل أن يكون جدرانًا وسقفًا.
في ذلك البيت شربت من كأس الطمأنينة حتى أرتويت ، وتعلمت كيف يكون العطاء بدون مقابل ، والإحترام بدون خوف ، والحب بدون شروط.
فيا رب ، كما أسعدوني ، أسعدهم.
ويا رب ، كما كانوا سندي ، كُن لهم سندًا وعونًا ونورًا وشفاءً ورضوانًا.
اللهم إجعلني الابن البار والزوج الصالح والأب الذي يُفتخر به ، لا يُخجل منه.
اللهم لا تريني سوءًا فيمن أحب ، ولا تبتليني في أسرتي الصغيرة ، وبارك لي فيهم عدد ما نبض قلبي بحبهم.
اللهم ، باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت ، وبصفاتك العُلا ، ورحمتك التي وسعت كل شيء: أرحم من رباني ومن علّمني ومن أكرمني ، ومن ضحى لأجلي ، ومن أحبني أكثر من نفسه.