لأول مرة فى تاريخ مصر تنفيذ حكم الإ{؏}دام على الهواء مباشرة.
كتب يحي الداخلي
في بداية عام 1998، وتحديدًا في منطقة مدينة نصر بمحافظة القاهرة، كانت تعيش مهندسة تُدعى نانيس أحمد فؤاد، برفقة زوجها وطفليها: هديل ذات الخمس سنوات، وأنس الذي لم يكن يتجاوز العامين. كانت الأسرة تعيش حياة مستقرة، وقررت في أحد الأيام أن تُجدد دهانات الشقة.
اتفق الزوج مع ثلاثة رجال يعملون في طلاء الجدران (دهّانين)، وكانوا معروفين له من قبل، ليقوموا بمعاينة الشقة وتقدير التكلفة. حضر الثلاثة بالفعل، وهم: شقيقان يُدعيان محمد وسيد زكريا علوان، بالإضافة إلى قريبهما محمد خورشيد نصر الدين. أثناء المعاينة، لاحظوا وجود بعض الحُلي الذهبية التي كانت ترتديها السيدة، كما لاحظوا أثناء حديثها أنها قد تكون تحتفظ ببعض المال في المنزل. في تلك اللحظة، بدأت نواياهم تتغيّر.
عاد الرجال الثلاثة إلى منازلهم، وبدأوا يضعون خطة للوصول إلى ما اعتقدوا أنه مال ومجوهرات داخل الشقة. بما أنهم دخلوا المنزل من قبل، فإنهم لم يكونوا غرباء بالنسبة للضحية، وهذا ما سهل عليهم التفكير في الدخول مرة أخرى دون إثارة الشك.
وفي يوم لاحق، حضروا إلى الشقة بحجة أنهم نسوا أخذ بعض القياسات، ففتحت لهم المهندسة الباب بكل ثقة واطمئنان. دخلوا الشقة مجددًا، وجلست السيدة تُحضّر لهم مشروبًا، دون أن تدرك ما يُخفونه.
بعد دقائق، تحوّل المشهد الهادئ إلى مأساة. فقد قام الثلاثة بتقييد السيدة وطفليها، وارتكبوا بحقهم ما لا يمكن وصفه إلا بأنه تصرّف بشع يفتقر لأي نوع من الإنسانية، سعياً وراء المال والمصوغات، لقد ارتكبو اشياء شنيعة جداً لا يمكن ذكرها في هذا المنشور لإنها ستخالف قواعد فيسبوك، ولكن القضية موجودة بالفعل على الانترنت و يمكنكم مشاهدتها على يوتيوب أيضاً.
غادر الجناة الشقة بعد أن أخذوا ما أرادوه، لكن الشرطة، وبفضل جهودها، استطاعت كشف الجريمة بسرعة بعد العثور على آثار في مكان الحادث، أدت إلى القبض على الثلاثة.
رد فعل المجتمع والحكم
أثارت هذه الواقعة صدمة كبيرة داخل المجتمع المصري، وأصبحت حديث الرأي العام في ذلك الوقت، بسبب بشاعة التفاصيل، خاصة أن الضحايا كانوا أطفالًا أبرياء. تم تقديم الجناة إلى المحاكمة، حيث أُدينوا، وصدر بحقهم حكم قضائي رادع.
الحدث غير المسبوق على شاشة التلفاز
في خطوة غير معتادة، قامت الدولة، وتحت إشراف رسمي، بالسماح لتلفزيون الدولة ببث لحظة تنفيذ الحكم، ضمن برنامج شهير كان يُعرض في ذلك الوقت على القناة الأولى تحت اسم “مساء الخير”. تم عرض المشهد في حلقة خاصة عام 1998، في تمام الساعة الرابعة عصرًا، كرسالة تحذير و”ردع عام” لأي شخص قد تسوّل له نفسه تكرار مثل هذه الأفعال.
وقد أحدث ذلك المشهد صدمة هائلة لدى المشاهدين، حيث شاهدوا لحظة دخول المتهمين إلى مكان التنفيذ، في مشهد موثّق، ترك أثرًا عميقًا في نفوس كثير من المصريين.