أشعار وقصائد

انذرتك

جريدة الأضواء المصرية

قراءه اسلوبيه لتكرار الضمائر

في قصيدة انذرتك

للشاعرة،،،

 زينة شريف (قِطَر الندى)

أولًا: التحليل البلاغي

تتميّز قصيدة “أنذرتك” ببنية شعرية حرّة تُجسّد المشاعر عبر لغة تصويرية، واستعارات طبيعية، وتراكيب صوتية تُعزز المعنى. بلاغيًا، تتوزع عناصر الجمال على عدّة مستويات:

1. الاستعارات والتشبيهات:

استخدمت الشاعرة صورًا حسية لتجسيد العلاقة العاطفية، ومن أبرزها:

“ألا تزرع الشوك بين أغصاني”

استعارة تمثل الأذى العاطفي الذي يلحق بالمتكلمة وكأنه أشواك تُغرس بين أغصانها.

“أذبلت زهور ربيعي بخريف يجلب الأشجان”

صورة غنية ترمز لتحوّل مشاعر الأمل (الربيع) إلى حزن وانكسار (الخريف).

“أبدلت صحراءك بجناني”

استعارة تعكس انتقال المتكلمة من الجفاف العاطفي إلى الخصوبة الروحية والنفسية.

2. التكرار والتوازي:

تكرار الضمائر (أنت، أنا، كاف المخاطب) يخلق تصاعدًا شعوريًا ويُظهر الصراع بين الذات والآخر.

التوازي يظهر في التراكيب مثل:

“زينة أنا…”

“كن أو لا تكن” وهو ما يُضفي على النص تناغمًا إيقاعيًا ونغمة موسيقية درامية.

3. المفارقة والتقابل:

استخدمت الشاعرة مفارقات مثل:

“أصبحت لك الآتي” رغم أنها تُعلن قطيعة تامة.

“تذوب كل الغواني” أمامها، مما يُعزز شعور التفرّد والتفوّق.

تقابل بين الأزمنة (ماضٍ مؤلم ومستقبل متحرر) وفضاءات (صحراء × جنان) يعكس التغير الكامل في الوعي.

ثانيًا: التحليل العاطفي

1. الانكسار والخذلان:

القصيدة تبدأ من منبع الجرح والخذلان، حيث يُشير البيت الأول إلى التحذير السابق من الألم:

“أنذرتك… ألا تزرع الشوك…”

هنا تبدأ الشاعرة في مواجهة الطرف الآخر بمسؤولية ما حدث.

2. البحث والتيه:

“كم كنت أبحث يوما في صحرائك عن ذاتي”

تعكس حالة من التيه العاطفي، حيث ضاعت المتكلمة في علاقة عقيمة تحاول من خلالها أن تجد ذاتها بلا جدوى.

3. القطيعة والتحوّل:

“فمحيت كل ماضيك”

تأتي لحظة الحسم، بوعي تام، وقرار حازم، حيث تمحى الذكريات ويُعلن الانفصال القاطع.

“فالهو كما شئت”

تعبير عن الاستغناء الكامل، وعدم الاهتمام بمن تبقّى في الماضي.

4. استعادة الكرامة:

القصيدة تتصاعد نحو نغمة الانتصار، واعتزاز الذات:

“زينة أنا.. بروحها تتزين كل القوافي”

“بطلّتها تتلألأ كل نجوم السماء”

هنا تُقدّم الشاعرة نفسها كقيمة ملهمة، لا كضحية، بل كمن تجاوز التجربة وارتقى فوقها.

المقاطع المحللة تفصيليًا

1. “أذبلت زهور ربيعي…”

تُجسد هذه الأبيات تحولًا عاطفيًا من الأمل إلى الحزن، باستخدام استعارات فصليّة تمثل تغير المزاج والحالة النفسية، وتعكس وجع الذبول العاطفي الناتج عن الجفاء.

2. “فالهو كما شئت…”

تُظهر هذه الجملة نغمة لا مبالية، تنتهي بإعلان القوة الذاتية والاستقلال العاطفي، مع تصوير العلاقة السابقة كصحراء جُعلت وراءها.

3. “كم كنت أبحث يوما…”

فيها اعتراف بماضٍ مؤلم كانت فيه الذات ضائعة، لكنها تليها مفارقة قاطعة توضح الانعتاق من هذا الماضي، بل محوه تمامًا.

4. “زينة أنا…”

خاتمة انتصارية تُبرز الذات بقوة، تكرار الاسم يوحي بالفخر والثقة، مع تصوير الذات كمرجع جمالي وإلهامي يتجاوز الجميع، حتى “الغواني”.

الخلاصة

قصيدة “أنذرتك” عمل شعري أنثوي ناضج، يُحاكي الرحلة الشعورية من الألم إلى النهوض، ومن الضعف إلى التمكين. بلاغيًا، تميزت بالاستعارات الرفيعة، والتكرار البليغ، والتقابل الدلالي الحاد. وعاطفيًا، رسمت تطوّرًا داخليًا يُجسّد نهوض الذات من رماد العلاقة إلى فضاء الحرية والجمال.

إنها قصيدة لا تكتفي برثاء الحب الضائع، بل تحتفل بالذات التي تعلمت كيف تحب نفسها أولًا.

-القصيدة

أنذرتك

….

….

….

ألا تزرع الشوك

بين أغصاني

حتى إذا عدت ثانية

وجدت الود حين تلقاني

فما زرعته يوما ستجنيه

من قلب أصبح لا يبالي

ليتك أغمضت عين الشك

لربما…

أنارت دروب الأمن

عصياني

وليتك أكرمت

من كان بالأمس قريبا

فسبحان الذي أحياني

فلن تدرك ف عزة نفسي

أكرم

فليتك رويت كل ودياني

ما كنت يوما أبحث عن الحب

وماكنت أهوى أنين الأحزان

ملكة حرة ….

تاجي عفافي

ورنين ضحكتي

أعذب الألحان

فكن أو لا تكن

فما عدت كسابق

الزمان

مغرور يا أنت

تدور في فلكك

كل الغواني

لو أشرت بإصبعي

لذاب كل قلب يهواني

كم كنت أبحث يوما

في صحرائك عن ذاتي!

فمحيت كل ماضيك

وأصبحت لك الآتي…

زينة أنا..

بروحها تتزين كل القوافي

زينة أنا ..

بطلّتها تتلالأ

كل نجوم السماء

وتذوب كل الغواني !!

مزاجي الهوى

كلما وجدت بديلا

عزفت بقواك عني ولا تبالي

اذبلت زهور ربيعي

بخريف يجلب الأشجان

وكأني لم أعرفك

فأصبحتُ من عالم ثاني

فالهو كما شئت

فلقد أبدلت صحراءك بجنانِ

بقلمي

(قِطَر الندى)

زينة شريف

بقلمي 

ربا رباعي 

الاردن

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى