مقال

إحداث الإضطراب والفوضى في أوساط المسلمين

جريدة الأضواء المصرية

إحداث الإضطراب والفوضى في أوساط المسلمين 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وناصر عباد المؤمنين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بذل حياته جهادا ونصرة حتى أتاه النصر المبين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه التابعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد لقد كان من مكر المستعمرين أنهم جعلوا حدود الدول الإسلامية معلقة بخلافات ومشاكل وفتن يشعلونها متى ما أرادوا، وخلقوا بؤرا ملتهبة داخل الدولة الواحدة، وإستغلوا الخلاف المذهبي أو الإختلاف العرقي لإثارة الفتن، ونشر الإضطرابات، ومصادرة الأمن والإستقرار، وعلى المسلمين أن يعلموا حيل أعدائهم فيهم، فيفوتوا عليهم فرص النيل منهم، وبذهاب الأمن والإستقرار تستوحش القلوب، وتنتشر أخلاق الحيوان في الناس، فلا تطرف عين القاتل مهما قتل من الناس. 

ولا يأبه الناس لمناظر القتلى والجرحى والجوعى والمتألمين لأن من يعيش في دوامة الفوضى تكسو الفوضى عقله وقلبه وأخلاقه فلا يميز بين حق وباطل، ولا بين صواب وخطأ، ولا بين ظالم ومظلوم، فإن أمن المسلمين وإستقرارهم مستهدف من قبل أعدائهم من الكفار والمنافقين لإثارة الفتن والإضطرابات في أوساطهم، والسيطرة الكاملة على بلدانهم، ونهب خيراتهم، ووقف زحف الإسلام الذي باتت شعائره تنتشر في كل مكان من أرجاء المعمورة، وإن أعظم ما يخدم الأعداء المستعمرين في مآربهم إحداث الإضطراب والفوضى في أوساط المسلمين، والمجازفة بأمنهم وإستقرارهم، وإسترخاص دمائهم، وهذا يعود وباله على الجميع، ولا يختص بأحد دون أحد، وإذا ضاع الأمن والإستقرار من بلد، وحل فيها الخوف والفوضى.

فمن العسير جدا إرجاع الأمر إلى مكان عليه قبل ذلك، وقد تستمر حال الفوضى سنوات أو عقودا تفنى فيها أجيال، ويهرم خلالها شبان، فالأمن والإستقرار لا يجازف بهما إلا مجنون، ولا يستهين بأمرهما إلا أحمق مخذول، ولا يسعى لتجريب ضدهما إلا جاهل مغرور، وإذا كان الأمن والإستقرار بهذه الأهمية الكبيرة كان لزاما على جميع الناس الحفاظ عليهما، والسعي في تقويتهما، وإجتناب ما يؤدي لفقدهما، وأعظم ذلك تقوى الله عز وجل وإلتزام دينه، وتحكيم شرعه، وإجتناب معصيته، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنهما صماما الأمن والإستقرار، وإجتناب كل ما يؤدي إلى الفتنة أو تأجيجها من قول أو فعل فإن الإنسان يملك أمره قبل أن يلج دوامة الفتنة، فإذا سعى لها برجليه، وولج لجتها أخذته إلى حيث لا يريد، ولا يملك من أمره شيئا.

فكل من سعى بقول أو فعل لإحداث الفوضى والإضطراب في بلاد المسلمين عاد وبال ذلك عليه في الدنيا قبل الآخرة، فالدم لا يزول إلا بالدم، وقد قيل بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين، وإستهداف أمن المسلمين وإستقرارهم من كبائر الذنوب، ولا يقع فيه إلا مبخوس الحظ مرذول، ومن أشعل فتنة تسفك فيها الدماء، ويرفع فيها الأمن ويزول الإستقرار، بلغته نارها فأحرقته ولو ظن أنه في مأمن منها، فالجزاء من جنس العمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى