
قبيلة جرهم “الجزء الأول”
كتبت رفيده الشافعى
تعتبر الكعبة مكان مقدس ومحط الإعجاب وغاية للأطماع منذ إنشائها وحتى عصور متأخرة جداً.
وتاريخ الكعبة غني تتضارب حوله الروايات من القصص المثيرة حول الكعبة مثل قصة أول قبيلة سيطرت على الكعبة..
فبعد وفاة نبي الله إسماعيل عليه السلام وتولي الأمر أبناؤه حتى إنتهى إلي حفيده مضاض بن عمر الجرهمي وهنا ظهرت قبيلة جرهم المشهورة في التاريخ ، من هي هذه القبيلة ؟
جرهم قبيلة يمنية قديمة من العماليق عاصرت النبي إسماعيل وقد تزوج منهم، وهي إحدى القبائل البائدة.
مرت جرهم بمرحلتين عندما عرفت اولا بجرهم الأولى ويذكر أنها كانت في عهد قبيلة عاد، ويقال أن جرهمي كان أحد الرجال الستة والثلاثين الذين كانوا مع نوح في السفينة.
وأنه كان يتكلم اللغة العربية وأن كل من كان مع نوح عليه السلام كانوا يتكلمون اللغة السريانية، أما جرهم الثانية فهي تنتمي إلى يقطن أو (قحطان) بن فالغ بن عابر.
ويذكر أن أم معد بن عدنان كانت من جرهم واسمها ماعنة بنت حوشب هاجرت قبيلة جرهم من اليمن، ونزلت مكة وهي التى أصهر إليها النبى إسماعيل عليه السلام.
وقد نزحت جرهم من بلاد اليمن ومعها بنو قطوراء وهم أبناء عمهم وكان مضاض بن عمرو سيد جرهم يأخذ العشر ممن يدخل مكة من أعلاها وكان السميدع ، سيد قطوراء يأخذ العشر ممن كان يدخل مكة من أسفلها ، وكانت ولاية البيت أول الأمر لنابت بن إسماعيل تم وليها بعده مضاض بن عمرو الجرهمي.
وقد أصهر إسماعيل إلي قبيلة جرهم، فتزوج رعلة بنت مضاض بن عمرو فأنجبت له اثني عشر ولدا ، وتعلم النبي إسماعيل اللغة العربية من قبيلة جرهم وعلمها أبناءه ، وكانت لغته قبل ذلك اللغة السريانية.
مالبث أن حدثت وقيعة بين قبيلة جرهم وقبيلة قطوراء، فاقتتلا في موضع خارج مكة يعرف بفاضح، وكان مع جرهم بنو نابت بن إسماعيل، ودارت الدائرة على قطوراء وقتل سيدها السميدع.
ثم بعد ذلك تصالحت القبيلتين وأسلمت قطوراء الأمر إلي مضاض بن عمرو ، فلما جمع إليه الأمر نحر للناس وأطعمهم.
ثم إن جرهما بقت بمكة واستحلت الحرام ، وظلمت من دخل مكة من غير أهلها وأكلت ما يهدى إلى الكعب، فضعف أمرها و تضاءل شأنها ووقعت فيها الأمراض.. والى اللقاء مع الجزء الثاني.