
الغائبة:
في إطار التحول السريع من البساطة وتباطؤ عجلة التنمية والاستثمار حيث كانت الزراعات البدائية والصناعات الضرورية المعلومة ودونهما لا جدوى أو اهتمام، في الوقت الذي كان يسوده الاهتمام بالمبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية بين أفراد المجتمع الواحد حيث احترام الكبير وتأدب الصغير وحب الناس لبعضهم البعض ومساعدة المحتاجين والفقراء والاطمئنان على بعضهم البعض حبا وطاعة وليس مصلحة أو رياء، وببيات الأمر إذ بالتحول إلي سرعة عجلة التنمية والاستثمار في كافة المجالات وتنوع الأفكار والخدمات قل الحفاظ على القيم والمبادئ والاخلاقيات وكثير من مسائل الإحسان والتقرب والمودة والمحبة والإخاء والإخلاص في الله، وباتت المادة والمصلحة والآنا أولا وساد حب المال حبا جما بكل السبل دون مراعاة لحدود الحلال والحرام، وكأن الإنسان خلق لهذه المهمة ونسى الأصل الذي خلق من أجله كما جاء في كتابه الحكيم بسم الله ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ’٥٦’ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ‘٥٧’ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ‘٥٨’ ” صدق الله العظيم.
وهو ما يدعنا نذهل ونتسأل؟ أصحيح التطور الهائل وعملية التنمية المستدامة ، افقدنا كثير من العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، وباتت الحياة جافة خالية من أواصل الحب والمودة والرحمة والبحث في صلة الرحم لكسب العواطف في حال التشاجر والنزاعات بين الأطراف لانهاءها بالشكل السلمي، أما أن الأمر ليس له علاقة بمسائل التطور والتنمية بقدر ما له علاقة منذ النشأة الأولى في التربية والتعليم والتأسيس عليها مهما كانت الظروف والتحديات ، الحقيقة أن التربية هي المقام الأول ومهما كانت الظروف فالمعدن الأصيل لا يؤثر فيه عامل الصدأ ، وهو ما زال يوجد رغم غياب العديد من القيم والمبادئ التي اعتدنا عليها منذ عهد الآباء والأمهات.
تحياتي بقلم الدكتور محمد عويان المحامي.