مقال

حب المظاهر والتجمل الزائد

جريدة الأضواء المصرية

حب المظاهر والتجمل الزائد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 2 يناير 2025
الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة القوي الجبار، شديد العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، رب الأرباب ومسبب الأسباب وقاهر الصلاب وخالق خلقه من تراب قاصم الجبابرة وقاهر الفراعنة والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد، ليبين لهم الحلال والحرام وليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد لما كانت الدعوة إلى الله عز وجل تحتاج من الداعية حسن التعامل والسياسة مع من يتعامل معه لذلك إعتنت المؤسسات التربوية بهذا الموضوع وقدمته للمنتمين إليها تحت عنوانين عدة، فإن موضوع فن التعامل مع الإنسان كبير جدا تعتني به كل الشعوب في العالم ومن بينها الشعوب الإسلامية، ولدى الغربيين معاهد خاصة يدرّس فيها ما يسمى بالمهارات الإجتماعية، وكيف يتحدث الإنسان؟

وكيف يكسب الثقة بنفسه؟ كيف يكون لبقا في الحديث مع الناس؟ والإسلام فيه الكثير من كنوز الآداب ومنها آداب التعامل وقد أُعطينا القدوة من الأنبياء وخاتمهم رسول الله عليهم الصلاة والسلام جميعا، ولكن المسلمين لم يستطيعوا أن يستفيدوا منها ولم يتجاوزوا حتى الآن مرحلة التنظير وهي مرحلة الفكر فيقال من آداب الصحبة كذا، ومن آداب العشرة كذا، ومن آداب الحديث كذا، وقليل من الناس من يتدرب ويدرب قومه، فليس هناك تدريب عملي إلا نادرا فالقالب هو التعليم وليس التربية، والتدريب العملي هو المطلوب، وإن من الأسباب التي دعت لوجود تلك العواطف والعلاقات الإنسانية في حياتنا هو حب المظاهر والتجمل الزائد عن حد المعقول حتى أصبحت هذه الأمور هي هاجس الأخ ومن أهم الأمور التي تشغل تفكيره وجميع جوارحه والتجمل الزائد.

يؤدي إلى الإفتتان وإنطلاق كلمات المجاملة من هنا وهناك مما يؤدي إلى المبالغة أكثر وأكثر وهكذا، فيلفت القلوب والأنظار إليه مما يؤدي إلى الإعجاب ومن ثمّ إلى العشق، وكذلك كثرة الجلسات غير الهادفة والمبنية على تجانس الطبع، وفقدان القدوة منذ النشأة الأولى، فعدم وجود القدوة الصالحة التي توجه عواطف الشاب إلى ما ينبغي حبه، كحب الله عز وجل ورسوله والصالحين من الصحابة رضي الله عنهم والعلماء، وكذلك الخلل في عملية تقييم الأفراد، وضعف الهمة وعدم علوها عند بعض الشباب، وأيضا إهمال جانب التربية الذاتية وتغليب جانب التربية الجماعية على الفردية، وإفتقار كثير من الشباب إلى التوجيه والتربية السليمة، والغفلة عن الله تعالي والدار الآخرة، والإفراط في النظر في جميع الوجوه وشدة التأمل.

وعدم مصارحة الأفراد والمربين الذين يقعون في هذه المشكلة، وإن من الأسباب التي قد تؤدي إلى السلوكيات الخاطئة في العلاقات الإنسانية، في الأوساط والمؤسسات التربوية هو ضعف شخصية الشاب وهذا ناتج من خلل في تربيته فلا يستطيع الشاب صاحب الشخصية الضعيفة التحكم بعواطفه ومشاعره بل تنجرف مع التيار، وعدم ربط المتربي بالقدوة المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتسويف في التحذير من خطورة التعلق بالأشخاص بحجة اجتذابه وعدم تنفيره، والزعم أنه في أول الطريق، وعدم ربط المتربي بالاتصال بالله تعالي والتعلق بدين الله عز وجل، وتغليب جانب العاطفة في التعامل مع المتربي وتحكيمها، وعدم التركيز على بعض المفاهيم الدعوية التربوية مثل الفرق بين حب الله وحب الأفراد.

وبين الحب في الله والحب مع الله، وعدم تحذير المتربين من خطورة التعلق بالأشخاص، وعدم إنتباه المربي لهذه المشكلة مما يجعل الأمر مستفحلا، وتزيين الشيطان للمربي بأنه مهم وجذاب مما يغبّش عليه خطورة هذه المشكلة، وبروز الصفات الجاذبة عند المربي من الخطابة العلم والذكاء وغير ذلك.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى