شهادة الأرض: كل مكان يشهد لنا أو علينا محمود سعيدبرغش قال الله تعالى في كتابه الكريم: “يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا” (الزلزلة: 4). هذه الآية تذكّرنا بحقيقة عظيمة، وهي أن الأرض نفسها ستكون شاهدة على أعمالنا يوم القيامة. فكل مكان وطأته قدماك، سواء كان مكانًا عبَدتَ الله فيه أو عصيتَ الله فيه، سيشهد لك أو عليك. وهذا يتطلب منا أن نكون أكثر وعيًا في تعاملنا مع الأماكن التي نزورها، وأن نتذكر دائمًا أن هذه الأرض ليست مجرد تراب وحصى، بل هي شهادة حية في أعدل محكمة، محكمة الله جل في علاه.
الأماكن شاهدة على أعمالنا
كل مكان نذهب إليه يحمل في طياته ذكرى لأفعالنا، بل هو نفسه يُسجل ما نقوم به. قد تكون تلك الأماكن هي المساجد التي نعبد فيها الله، أو الطرقات التي نسير فيها، أو حتى الأماكن التي نرتكب فيها المعاصي. وكل مكان هو شاهد حي في يوم الحساب. فإن عبَدتَ الله في مكان، فإن ذلك سيشهد لك يوم القيامة، ويكون دليلاً على صدقك وإخلاصك. أما إذا عصيتَ الله في مكان ما، فإن ذلك المكان سيشهد عليك بما فعلتَ، ولن تنفعك حجج ولا أعذار.
كيف تجعل لكل مكان شهادته لك؟
1. السجدة في كل مكان: احرص أن يكون لك سجدة في كل مكان تأتيه. لا تتعجل في المرور بالمكان، بل اغتنم كل لحظة لعبادة الله. قد تكون سجدة في مكان عام، في مكتبك، أو في مكان عملك، أو حتى في الطريق، كل هذه أماكن يمكن أن تكون لك فيها شهود يوم القيامة إذا كانت هذه السجدة خالصة لله.
2. الصدقة في كل مدينة: في كل مدينة تزورها، حاول أن تترك أثراً طيباً فيها. قدم صدقة، ولو كانت قليلة. الصدقة تعتبر من الأعمال التي ترفع من ميزان حسناتك، كما أن صدقتك ستكون شاهدًا لك يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون.
3. التوجه إلى المسجد: مهما كان المكان الذي تزوره، احرص على التوجه إلى المسجد. المسجد هو بيت الله، وع
